قبل أيام خرجت علينا اليابان باختراع جديد وهو قد يبدو للوهلة الأولى مدعاة لقلق الدول النفطية، إذ توصلت اليابان إلى صناعة سيارة تسير بالماء بدلاً من البنزين ولم يحدد اليابانيون الذين حرصوا على سرعة بث الخبر مصوراً إلى جميع بقاع العالم نوعية هذه المياه، وهل هي مالحة أم عذبة ؟ حلوة أم مرة لكن في جميع حالاته فإن الماء لم يعد يقل أهمية عن النفط، ولذا جاءت فكرة هذا المخترع كالجبل الذي تمخض فولد فأراً . فالعديد من دول العالم تعاني فقرا مائيا ولو جاء الماء بديلاً للنفط، فمعنى ذلك أن الكثيرين قد يؤثرون المال على حياة البشر ولنضبت البحار والمحيطات والجداول والأنهار وصرنا نساوم على حياتنا ومستقبل أجيالنا القادمة .. إن عقلية الباحث والخبير الياباني تتفتق يوماً بعد يوم وتلد الأفكار تلو الأفكار ، التي تتبلور إلى صناعات أبهرت العالم لكن لا ندري كيف شطحت بهم أفكارهم هذه المرة ان كانت الظنون تذهب بنا إلى السباق المحموم بين علماء الدول الصناعية المتقدمة لإكتشاف بديل للنفط والتخلص مما يعتبرونه عقدة التحرر من سيطرة (الأوبك) التي تحدد مسار الأسعار والإنتاج وأحيانا كثيرة تحدده رغماً عنها ظروف عالمية كالحروب والاضطرابات والقلاقل التي قد تعصف باسـتقرار دول نفطية كبيرة ومؤثرة كما يحدث حالياً في فـنزويلا وحالة الحـرب التي تهدد العراق . إذاً فإن محاولات البحث عن بدائل النفط لم تتوقف منذ اكتشافه ولن تتــــوقف ، بل إن تلك المحاولات أخذت منحى تصاعدياً من الجدية والإصرار ومواجهة تحد لا مناص من قبوله في ظل ظروف ومتغيرات باتت تهدد الاستقرار والامن العالمي.
محمد السعد ـــ الرياض