كم هي فقيرة تلك البيئة العمرانية المتشرذمة التي تتفكك في البناء الى قطع صغيرة دون رابط يجمعها.. في تلك البيئة المفككة يشعر الانسان بالحميمية والدفء التي عادة ما تحققها تلك البيئات المترابطة والمتصلة.. عندما كانت المدينة بعمرانها واناسها يصنعون الشوارع كما هو الحال في مدننا العربية التقليدية كانت تلك الشوارع تعكس قيمة الاتصال ليس بمعناه الفيزيائي فقط (عن طريق تلاصق البيوت والسباطات) بل كذلك بمعناه الانساني الذي انعكس على روح الجماعة التي كانت تميز تلك البيئة.. وعندما اصبحت الشوارع هي التي تشكل المدينة وعمارتها كما هو الحاصل في مدننا المعاصرة فقدنا الشعور بالاتصال الفيزيائي والانساني.. الصورة لاحد بوابات مبنى الجالدي في وسط مدينة نابلوي وهو مبنى قديم يربط اوصال المدينة ووسطها ويحقق الشعور بالحميمية واللقاء الاجتماعي قلما نجده في الاجزاء الحديثة من نابولي.