مرت على هذا الوطن يوم أمس أمسية رائعة حيث افتتح تحت رعاية قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمين فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية دورته الثامنة عشرة, لتعيد هذه التظاهرة الثقافية الدورية الكبرى الى أذهان أبناء المملكة وإلى ضيوف المهرجان التراث الخالد بوجهيه الناصعين القديم والحديث, حيث صنع إنسان هذه الأرض ثقافة عريضة ممتدة كان لها تأثيرها البالغ والمباشر على ثقافات مختلف الأمم والشعوب, ولعل المناسبة مواتية ومتاحة في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى ويحضرها عدد من الضيوف المدعوين من أساطين الأدب والفكر من عدة اقطار وأمصار, لعل هذه المناسبة مواتية في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها الأمتان العربية والإسلامية حيث تواجهان حملة شرسة ظالمة من أوساط إعلامية غربية تحاول تشويه صورة العرب والمسلمين واظهارهم على انهم مجموعة من الإرهابيين والقتلة لتبيان الحقائق أمام أولئك الضيوف, وطرح المفاهيم الإسلامية الواضحة ببراهينها وأدلتها, فمبادىء وتعاليم الإسلام تحارب دون هوادة ظاهرة الإرهاب, وتحارب الأرهابيين اينما وجدوا وتحث على احتوائها واحتوائهم, فتلك المبادىء الربانية السامية تحرم ترويع الآمنين وحرق دورهم ومنشآتهم ومزارعهم, وتحرم قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق, وتلك المسالك الإجرامية جزء لا يتجزأ من افرازات تلك الظاهرة البغيضة, وازاء ذلك فان الفرصة سانحة في مثل هذه التظاهرة الثقافية الكبرى لشرح ما يجب شرحه امام ضيوفها ليدركوا تماما ان الإسلام بسماحته وعدالته وانصافه حث على اشاعة الاستقرار والأمن والطمأنينة بين المجتمعات البشرية كافة, ونادى بقطع دابر السفاحين والمجرمين والإرهابيين وتقديمهم الى العدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي اعمالهم الشنيعة التي تتنافى تماما مع الأعراف الإسلامية والأخلاق العربية السوية وتتنافى مع معطيات الشرعية الدولية وتتنافى مع مفاهيم المنطق والعدل والتوازن.