ثمانية عشر عاما مرت على انطلاقة اول مهرجان للجنادرية وهي سنوات طويلة استطاع من خلالها الحرس الوطني وعلى رأسه سمو ولي العهد يحفظه الله ربطنا بتراثنا ومورثنا الثقافي وهويتنا العربية والاسلامية الاصيلة، الا اننا وخلال تلك السنوات لم نكن بحاجة لمهرجان بهذا الحجم والتميز كما نحن في هذا اليوم الذي طغت فيه ثقافة القطب الاوحد ولا خيار امامنا سوى الاستسلام والخضوع لسيطرة تلك الثقافة في ظل تراخي الاعلام العربي وعدم قدرته على منافسة وسائل الاعلام الاجنبية اضافة لظهور العولمة كاحد المرتكزات الاساسية للثقافة الموحدة او المعولمة اذا صح التعبير بجانب الانترنت التي ساهمت وبشكل كبير في تغيير خريطة العالم الجغرافية اذا لم يكن على الواقع ففي اذهان مستخدميها على اقل تقدير.
لقد ساهمت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الجنادرية في طرح رؤى ثقافية متميزة خلال فترة عملها وفي ربطنا بالعالم الاسلامي وعالمنا العربي بهمومه وما يواجهه من تحديات، ولعل اوبريت خيول الفجر يعبر وبشكل رائع ومؤثر عن حال الامة الاسلامية ودورها في نهضة العالم وتقدمه وما غمر المسلمون به العالم من مظاهر العدل والسلام والمساواة، ويعطي لشبابنا وابناء امتنا نبذة تاريخية مركزة عن حال الامة وما تواجهه من تحديات كبيرة اضافة للدور الكبير الذي تلعبه المملكة في نشر مبادئ السلام وخدمة الاسلام والمسلمين في كل مكان وهو الدور الذي مازال اعداء المملكة يشككون فيه بنشر معلومات تخالف الحقيقة للمساس بمكانتها ودورها الهام كاحدى الدول المؤثرة ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع.
ان تلك الجهود الجبارة لرجال الحرس الوطني تعبر عما وصل اليه شباب المملكة من وعي وثقافة وقدرة على الانجاز المتميز والمبدع وحبذا لو ترجمت فعاليات المهرجان للغات اخرى وتم توزيعها ونشرها على سفارات خادم الحرمين الشريفين وقنصليات المملكة والمنظمات العربية والعالمية لتعريفهم بالمملكة ورجالها، بثقافتنا وعاداتنا وبما نؤمن به من مبادئ واخلاق اسلامية وعربية عظيمة.