في عصر الثورة المعلوماتية وطرقها فائقة السرعة تبدلت مفهومات العلم والجهل والأمية، وتبدلت معها معايير من يقرأ ويكتب ومن يعلم ومن يجهل من الفبائية اللغة لتصبح الفبائية النشر الإلكتروني وبنوك المعلومات المفتوحة، وبلا حدود، أمام مجتمعات العالم اليوم لا ادرى حقيقة ما الذي اقحمني في موضوع شائك كهذا لا ناقة لي فيه ولا بعير، ولكن فيما يبدو اننى كنت افكر كيف هو ممكن مع أكوام المعرفة المتناثرة في محيط البني آدم الطبيعي وتفاجأ بنموذج آدمي يحوي كل علل واوجاع الجهل المركبة التي قضي على الكثير منها خلال الألفية الثانية التي انتصر فيها المجتمع الإنساني على الكثير من علل الغباء إلى حد ما.. صحيح انه لم يعد من السهولة الالتقاء بنماذج بشرية يمكن تصنيفها ضمن قوائم الجهل بمعناها التقليدي او المعلوماتي.. ولكن يؤكد لي أحد الضالعين في أحوال الجهل والجهلاء أن نموذج الجاهل هذه الأيام موجود ولكن قد يحتاج الواحد منا شيئا من نفاذ البصيرة وطول النفس على شىء من الدهاء والفطنة في بعض الحالات..هذا الخبير يؤكد ان مجتمعات اليوم تواجه خطرا محدقا يتمثل في نموذج مطور للجهل تماشيا مع العولمة والمعلومات.. وهذا النموذج المطور يصعب التعرف عليه للوهلة الأولى، فهو يتسم بالحضور الذهني والمتابعة المعلوماتية أولا بأول في مجال نشاطها علاوة على مهارات التقليد وبشكل احترافي لكافة صور وملاح تصرفات الأسوياء والعقلاء من القوم، وهذا اخطر ما في الأمر.. وان اكتشاف هذه النوعية ممكن جدا فيما إذا كانوا في مواقع قيادية تتيح لهم الاحتكاك بالأدمغة الآدمية والتحاور المباشر.. لا وينصح الخبير بتوخي اقصى درجات الحيطة والحذر في اساليب الكشف المبكر عن هذه النماذج والتي يبدو انها مذودة بأجهزة استشعار حسية فائقة لرصد الأخطاء المحتملة من الحوار مع الآخرين.. وتصبح المحاذير قصوى على غرار شريط الاخطار الملون الذي ابتكرته امريكا مع موجة الحرب على الإرهاب، بمعنى انه إذا كنت تعمل مع رئيس تعتقد انه من هؤلاء المتزاكين الجدد فإياك ثم إياك ان يشعر بتهديداتك له وإلا قصف مستقبلك الوظيفي في طرفة عين أمثال هؤلاء يعدون قنابل موقوتة مهيأة لنحر أية طاقات ذهنية إبداعية من حولها إن لم يقدر لها الاستفادة منها..
غدا نكمل إن شاء الله
