DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
هذه دراسة اجرتها جامعة بوسطن على 1200 مراهق في 12 دولة عربية واجنبية منها السعودية والبحرين وايطاليا والارجنتين والصين وباكستان وتايوان تدور حول نظرة هؤلاء الشباب لاخلاقيات الشعب الامريكي وقد جاءت النتائج النهائية محبطة للغاية بالنسبة لهم. فقد وضعت الدراسة مقياسا من خمس درجات يتراوح ابتعادا واقترابا ايجابا وسلبا عن نقطة وسطية، بمعنى حين تحقق الاجابة خمس درجات بالايجاب فانها الافضل، واذا اعطيت الاجابة خمس درجات سلبا فانها الاسوأ، فاذا عرفنا ان النتيجة الاجمالية لاثني عشر سؤالا كانت 1.23 بالسالب فان الشعب الامريكي يحتاج لوقفة يطرح فيها من جديد السؤال الاكثر اهمية (لماذا يكرهوننا؟) بشكل اعمق ولتتسع دائرته لتشمل جزءا كبيرا من العالم لا العرب وحدهم! بالنسبة للشباب البحريني على سبيل المثال الذي اجريت عليه الدراسة اجاب عن الاثني عشر سؤالا جميعها بالسالب انما تراوح السالب بين 0.15 الى 2.88!! فعن سؤاله هل الامريكيون عنيفون اجاب البحرينيون 2.75 سلبا، وهل هم كرماء 1.9 وهل هم منحرفون اخلاقيا 2.83 سلبا، وهل يحترمون الناس 1.20 سلبا، وهل هم ماديون 2.88 سلبا، هل لديهم قيم دينية 2.18 سلبا، هل يحبون التحكم في الآخرين 2.58 سلبا، وهل هم مسالمون 1.93 سلبا، ونسبة كبيرة منهم متورطون في ارتكاب جرائم 2.00 سلبا, وغير معنين بالفقراء 1.58 ، وتنقصهم الروابط العائلية 0.35 ، ما يستحق الاعجاب عند الامريكان 0.15 والنتيجة الاجمالية بالنسبة للبحرين كانت 1.86 سلبا, اما بالنسبة للسعودية فكانت النتيجة الاجمالية 2.13 ايضا بالسالب وهم المقياس الاكثر ابتعادا عن الاعجاب بالشعب الامريكي، ثم يأتي من بعدهم البحرينيون فكوريا الجنوبية فالمكسيك فالصين، وعلى العموم اتفقت جميع الشعوب على صورة سيئة لهذا الشعب بما فيهم الارجنتينيون الذين اقتربوا في احسن الاحوال من 0.69 سلبا!! ألا يحتاج الشعب الامريكي بعد هذا دليلا على انهم مسئولون مسئولية مباشرة عن هذه الصورة السلبية عند الشعوب، وقد يعود ذلك لغيابهم عن العالم طوال قرنين من الزمان وانعزالهم وانكفائهم داخل قارتهم، مكتفين بتصدير بضائعهم للعالم الآخر معتمدين بذلك على تجارة تجري اجراءاتها عن بعد عبر البحار والاعتمادات المصرفية التي تغنيهم عن الانتقال، وعلى صورة هوليوودية كانت وحدها سفيرتهم للعالم الخارجي؟ هذه الدراسة تجبرنا على ان نطرق احد الابواب الموصدة بيننا وبين الامريكان لنبحث في هذه العلاقة الشائكة ذات المصالح المتشابكة والعداء المستحكم! اي معادلة هذه؟ واي معضلة؟ واين منبع النور فيها وقد استحكم الظلام واغلقت الابواب لاسباب عديدة اولها اصرارنا نحن الاثنين على حل جميع معضلاتنا دفعة واحدة بعد ان وضعناها في سلة واحدة.. في حين تستمر المصالح المشتركة تربطنا ببعضنا رغما عنا.. اي مصيبة تلك التي بقيت معلقة في رقابنا رغم انوفنا. من بعد ان عرض الجميع عندنا اسباب الخلاف بدأ من المكيال المزدوج نتيجة لربط الامن القومي الامريكي بالامن القومي الاسرائيلي العدو رقم واحد لمنطقة الشرق الاوسط وانتهاء باجبارنا على بيع سعر برميل النفط بسعر زجاجة المياه المعدنية رغم كونه اوكسجين حياتنا، وقفنا عند هذا العرض ولم نتباحث في المخرج من هذا النفق الذي اطلنا التجول فيه. وعلى الطرف الآخر بقي الامريكان يستعرضون اسباب كرهنا لهم في حدود ضيقة سطحية لا تخترق الجلد تكتفي بان لدينا نحن العرب عداء مع الحضارة وكأنهم هم فقط الحضارة والحضارة هم، وحين جاءت لتساعدنا على نزع البغضاء والاقتراب منهم قدمت استراتيجية خطاب زادت الطين بلة، لا لسوء ما قدمته ، بل لسوء العرض لانها لم تتعلم كيف تتواصل مع الآخر بعد. وبقينا محتفظين بنفس المسافة الفاصلة بيننا، يعطي كل منا ظهره للآخر ويدعي كل منا انه تقدم خطوة وان العيب في الآخر الذي بقي بعيدا.. والادهى ان اي محاولة حقيقية للاقتراب من فهم الآخر تواجه من قبل اطراف في كلا الجانبين استحكمت في معابر الخطاب وقاومت اي خطوة اقترابية لانها تهدد (وظائفها واكل عيشها) فجاءت التهمة بالتبعية والبيع عندنا، والعداء للسامية عندهم.. فهل مازال هناك امل؟! * كاتبة بحرينية