DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نجيب الزامل

نجيب الزامل

نجيب الزامل
أخبار متعلقة
 
(لماذا يحب الكتاب ان ينتقد بعضهم بعضا يصل الى التلاسن على الصفحات؟) سألني شخص حصيف وهو يرفع حاجبيه، ويمص كلتا شفتيه ملوحا بيده تعجبا واستنكارا.. الكتاب كائنات ظريفة جدا، هذه الظرافة تبدأ من هشاشة جناح اليراعة الى انزلاق الموسى الحادة في اللحم الطري.. على اننا ندعو ألا يلومهم احد.. كل كاتب له مبرر خطير لايرد.. فمن يلومه؟ مناقرة الكتاب بعضهم بعضا هي اما حالة عاطفية، او مسألة فكرية، او ذائقة فيما تطرحه الامزجة بين وقت وحين.. وأبدأ بالحالة العاطفية، وهي حالة تروق لي جدا واميل الى تنصيبها بطلة متوجة على باقي الحالات. الكاتب بطبعه مزود بشبكة متقاطعة ومتباعدة من اللاقطات العصبية المفعمة الحساسية.. كتلة كثيفة من الاعصاب تضغط على نباهة العقل بفعل قوة غاشمة مسيطرة اسمها (الغيرة!).. والغيرة عاطفة مغناج ذات دلال قاس تنسحب على قلب صاحبها فترفع خفقاته وتزيد رجفاته فيصعد دم سريع الى العين يغبش على الحروف والجمل التي يكتبها الكتاب الآخرون فيقرأ مقالاتهم عبر حاجز دمعي كثيف يبطل التبصر ويبعد كاشفات العقل بأقصى ما يكون الابعاد. وترون انها آلية عاطفية قاهرة آسرة قائدة لا حول للكاتب امام سطوتها.. فمن يلومه اذن؟ وقد يكون الكاتب في حالة عقلية صافية صرفة بعيدا عن سطوة العاطفة الطروب فاذا هو متحرر ينتقد صريحا صادقا ويجري مبضع النقد بمهارة جراحي النصوص وباستنارة وتهذيب وترفع محميا بالسند العلمي ومدعوما بالملاحظة الدقيقة.. فمن يلومه؟ وقد يكون الكاتب في حالة ذائقية من الذوائق التي تفرض نفسها على خلايا الحكم عند الكاتب وعلى لاقطاته الحسية.. تماما كأن تشتهي صحنا معينا من صحون الطعام، وشخص آخر تدور معدته ويصرخ مطالبا بإبعاد نفس الصحن ساعة يراه او تلامس رائحته ارنبة أنفه بجفاء وتسرع في غياب كامل لمرحلة سابقة اسمها الوعي. فما ان يرى كاتب صورة كاتب بالذات او مقالة له ممن لا تستسيغهم ذائقته فغصبا عنه تقذف عضلات مخه الكلام بلاهضم.. خال من الوعي! تماما كما تفعل المعدة عندما تقذف هذا السائل الاصفر.. المر! فمن يلومه؟!