في ضوء الحملات الاعلامية الجائرة التي تشنها بعض الاوساط الغربية على المملكة متهمة اياها بالتحريض على الارهاب وايواء الارهابيين، وعلى العقيدة الاسلامية السمحة متهمة اياها بأنها عقيدة ارهابية ومعتنقوها مجموعة من القتلة والسفاحين ، في ضوء تلك الحملات المحمومة التي مازالت تشن عبر تلك الوسائل المسمومة بين حين وحين تجيء الدعوة الصادقة التي أطلقها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته الضافية يوم الخميس الفائت في حفل افتتاح فعاليات النشاط الثقافي للدورة الثامنة عشرة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، حيث أكد سموه عظم المسؤولية الملقاة على كواهل العرب والمسلمين للدفاع عن عقيدتهم، وابراز سماحة الاسلام وحقائقه الناصعة للرأي العام العالمي.
وهو الدين الذي يستهدف خير البشرية جمعاء، وقد أنزل لانتشال المجتمعات كافة من بؤر الظلم والفساد والقهر وعبادة الفرد الى حياة تسودها الحرية والعدل والمساواة والأمن، فما يثار حول مبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة من شبهات لا أحد يجهل مصادرها الحقيقية انما تستهدف جوهر العقيدة وأصولها، فخوف الظالمين والمدلسين والمنافقين ومن في قلوبهم مرض وأحقاد وضغائن انما يكمن في جوهر تلك العقيدة الربانية الخالدة التي تدعو الى ممارسة الفضائل والتحلي بالأخلاق والمثل ونشر مبادئ التراحم والتعاطف والتآزر بين المسلمين، ونبذ ما فيه فرقتهم وتشرذمهم وتناحرهم، فأولئك الذين يحاولون الصيد في الماء العكر في هذا العصر منتهزين الأحداث الاجرامية التي ارتكبتها زمرة منحرفة من البشر لاتمت الى الاسلام بأية صلة انما يريدون النيل من هذه العقيدة العظيمة التي لا صلاح للمسلمين الا بالتمسك بها بالنواجذ، وازاء ذلك فقد أشار سموه في الكلمة نفسها الى ان تلك المسؤولية الجماعية الكبرى (لايقدر على حملها غير المخلصين على غيرتهم من أبناء الأمتين العربية والاسلامية وتتجاوزهم الى كل الشرفاء في العالم) ولهذا فان الناعقين والمرجفين والسادرين في غيهم وضلالاتهم لن يتمكنوا من النيل من عقيدة الاسلام، فلها رب كفيل بحفظها، ولها شرفاء قادرون دائما على رفع رايتها اعلاء لكلمة الله وازهاقا لكلمة الباطل.