جهلاء اليوم كنت أقول مهاراتهم فائقة من متابعة الجديد والموضة في مجتمعهم.. وان صعوبة التعرف عليهم ليست بالأمر السهل كما يظن البعض.. فالموديلات المتأخرة لم تعد تكتف بمهمات الجمع والالتقاط للآراء والأفكار الطليعية وصرعات الفنون والإدارة، بل تجاوزوها إلى مهارة تجيير كل ما تقع عليه أعينهم وآذانهم من معارف لأنفسهم دونما حياء أو وجل أو أدنى اعتبار لأصحاب الحقوق من أي نوع كان. والطامة الكبرى إن كان الجاهل يتمتع بصوت جهورى ولسان من نوعية مكر مفر مقبل مدبر معاً ومهارات لف ودوران على الأفكار والبني آدميين على السواء، فعندها لملم روحك وأطلب السلامة لرأسك بأسرع ما يمكن فأنت مفقود يا ولدي مفقود على رأى أخينا عبد الحليم حافظ. وجود هؤلاء الجهلة في مجتمعات الوعي مسألة لا تناقش هناك وليست بالقضية لأن الآدمي هناك يعرف حدوده الطبيعية ومسؤولياته أخلاقياً.. يصبح أمر هؤلاء مشكلة عويصة في مجتمع كلمنجي يشجع على ثقافة الكلام أكثر من ثقافة الحوار والبحث والنبش في عمق الأشياء.. ومجتمعنا ولله الحمد فيه من هذه النوعية ما أن وزع على أهل الأرض لكفاهم ولعقود زمنية قد لا يعلمها إلا الله.. نحن هنا عاطفيون وانفصاليون ونكتفي بالديكور الخارجي أما ما تحت الجلد والجمجمة فهذه تجيء مع الوقت وما في داع للعجلة والدخول فيما لا طائل وراءه لأن الكرة الأرضية تدور واللي ما يصير الآن يصير في الانتظار على قوائم أولوياتنا.. بيئتنا الاجتماعية تحتاج لمبدأ (آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه).لنخل هذه النوعيات المسطحة وبالأخص عندما يتعلق الأمر بمواقع قيادية ومناصب مهمة للمجتمع.. أمور العقل والمنطق والوعي مسائل أن تركت للزمن فلا فارق يذكر بين العقلاء واللاعقلاء..