أجمع تجار العملة في سوق صرف المال بمدينة بيشاور الحدودية الباكستانية على عزوفهم عن تداول العملة الافغانية الجديدة التي أخفقت في اجتذاب سوق العملات المحلي بسبب ضبابية الحالة السياسية في أفغانستان.
وقال تجار عملة افغان في (شوك يدغار)في بيشاور الباكستانية المجاورة لافغانستان أنهم لايؤمنون كثيرا بالعملة الافغانية الجديدة بسبب الاوضاع القانونية والسياسية السيئة داخل بلدهم والقيمة المتناقضة لاوراق النقد الجديدة التي تحمل اسم (افغاني) أمام الدولار الامريكي.
وبدأ تداول العملة الافغانية الجديدة التي طبعت في ألمانيا في أوائل شهر أكتوبر من العام الماضي وبالتحديد في اليوم السابع حيث طلبت الحكومة الانتقالية في كابل من الناس استبدال النقد القديم بأوراق النقد الجديدة وهي من فئات واحد وخمسة و10 و20 و50 و100 و500 و1000 أفغاني.
وقال تاجر العملة خليل خان نواصل المتاجرة في العملة الافغانية القديمة لاننا لا نعرف القيمة المضبوطة للافغاني الجديد فيما عزا الاهتمام المستمر في تداول النقد الافغاني القديم الى الهبوط في قيمة العملة الافغانية الجديدة.
وأضاف خان عندما قدمت الحكومة العملة النقدية الجديدة ثبتت قيمتها بدولار واحد أمام 50 أفغانيا ولكن اليوم النسبة أكثر بكثير وتفوق الخيال.
وأكد تاجر أفغاني آخر هو أفتاب علي شنواري ان سوق العملات المحلي لم يبادل العملة الافغانية القديمة بالدولارات الامريكية وقررنا أن نبادل العملة الجديدة بالروبية الباكستانية مشيرا الى أنه عندما قدمت الحكومة الافغانية النقد الجديد كان أفغاني واحد يعادل 49ر1 روبية ولكنه الان يساوي روبية باكستانية.
وشرح أن تجار العملة تبنوا سياسة الانتظار وتجنبوا المتاجرة في العملة الافغانية الجديدة حتى تنتزع العملة القديمة من أرفف التداول ومع الوقت نتمنى أن يتم تحديد القيمة الفعلية للافغاني الجديد.
وبين تاجر عملة اخر هو عبدالمولى خان أن الافغان فرحوا لمبادرة حكومة حامد قرضاي لاستبدال العملة النقدية القديمة الا أنهم مستمرون في الائتمان بالنقد الافغاني القديم ولايتعاملون بالجديد.
وأكد أنه اذا تحسنت حالة القانون والنظام في أفغانستان فان قيمة الافغاني الجديد ستقوى أيضا عدا أنه سيكون بنفس قوة العملة الافغانية القديمة.
أما التاجر عبدالحميد خان فأعرب عن شعوره بالرضى عن مقدمي الافغاني الجديد فهو سهل الحمل في الجيب بسبب فئاته العالية خلافا لاكوام الفئات النقدية القديمة مستدركا أنه على الرغم من هذه الفائدة فانه أخفق في اقناع تجار العملة بالحصول عليها واستبداله بالافغاني القديم.
وعزا تاجر آخر عزوف المزايدين في النقد الافغاني القديم عن تداول الجديد واخفاقه في اجتذاب سوق العملة المحلية الى أن أكثر الصفقات مستندة الى التخمينات في أفغانستان حيث تلعب الحالة السياسية أو العسكرية المتغيرة اليومية دورا رئيسيا في تقرير قيمة العملة الافغانية كما تلعب الشائعات دورا مماثلا.
وأضاف مازال في جعبتنا بعض الوقت لنلعب بالافغاني القديم..انها مقامرة وأحيانا نربح ولكننا في أحيان أخرى نخسر.
وأشار محمد أرشد الذي كان يحمل كيسا مليئا بالافغاني القديم الى أن تحديد قيمة العملة الافغانية الجديدة في المصرف الاهلي الافغاني لن يترك أمام التجار غرفا كثيرة للتخمين وجمع المال.وأوضح أن وزير المالية الافغاني كان قد طالب منذ أيام قليلة تجار العملة الافغان بالبدء في عرض العملة الجديدة لجذب الشعب الافغاني الى استبدال القديمة بها وأن تجار العملة المحليين كانوا يرسلون الافغاني القديم الى المصارف الافغانية في جلال اباد فيما لايوجد أي شكل للتعاقد الرسمي بين حكومة أفغانستان أو البنك المركزي الباكستاني.وأعرب عن تخوفه من أن تنخفض قيمة النقد الجديد أمام الدولار الامريكي اذا ما استبدلته الحكومة الافغانية فعليا فقد خسرنا بما فيه الكفاية ولا أحد يريد خسائر اضافية.
