المعروف علميا أن النوم الجيد عامل مهم جدا للمحافظة على الصحة، لأن الجسم يعمل على اصلاح وترميم الأنسجة التالفة أثناء النوم بتناسق مستمر ومنتظم، وعلى سبيل المثال يرتبط انتاج الهرمونات كثيرا بالساعة البيولوجية للجسم على مدار 24 ساعة، لذلك فإن العمل الذي يحتاج الى مناوبات يؤثر سلبيا على الصحة لأنه يشوش التناسق الطبيعي للجسم. هذا ما اكتشفه العلماء في الولايات المتحدة عندما لاحظ الباحثون في جامعة بنسلفانيا ذلك ضمن جملة من المعطيات التي تؤكد تأثير النوم المنتظم ايجابيا على حياة الانسان.
وقد حدد القرآن الكريم أهمية النوم في الليل ليستعيد الجسم طاقته وقوته، بينما السعي للعمل ولطلب الرزق نهارا فقال تعالى: (وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا).
هذه الحقائق لابد أن يدركها هواة السهر الذين يمضون الليل في السهر وينامون طوال اليوم، خاصة الطلبة والطالبات، بل والكبار أيضا الذين يمضون ليلهم ساهرين، ليس في العمل، ولكن في اللهو والعبث، فإذا ذهبوا إلى اعمالهم لم ينتجوا كما يفترض أن ينتجوا.
أما الطلبة والطالبات ـ ونحن في أيام الاجازة الصيفية ـ فإن على أولياء الأمور أن يولوا هذا الموضوع عنايتهم اذا أرادوا لأولادهم الصحة وطول العمر ـ بإذن الله ـ.
وقد أدرك معظم الدول هذه الحقائق العلمية، فحرصت على أن يبدأ الدوام اليومي في اداراتها وشركاتها في وقت مبكر من الصباح، ليتعود الناس على الاستيقاظ المبكر، والنوم المبكر. أما أن يستمر السهر الى وقت متأخر من الليل، فإن هذا بالضرورة لن يتيح البداية المبكرة في العمل.
ان من أسوأ العادات اليومية التي نمارسها خاصة في الاجازة الصيفية، هي عادة السهر، حتى أصبح الليل لدينا كالنهار.. وفي هذا ما فيه من الاضرار الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، مما يستوجب اعادة النظر في هذه العادة التي أقل ما يقال عنها إنها عادة سيئة.