أكد خبراء اقتصاديون عرب ضرورة بذل المزيد من الجهود لارساء قواعد السوق العربية المشتركة لاستيعاب المنتجات الوطنية وتفادى سياسة تهميش الاقتصاديات العربية التى تتبعها بعض القوى العظمى فى ضوء التحديات التى تفرضها ظاهرة العولمة لما لاثارها السلبية السيئة على الاقتصاد العالمى.وطالبوا فى ورشة العمل التى نظمتها الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية الليلة الماضية الدول العربية استغلال امكانات وعناصر القوة التى تملكها لمجاراة التطورات المتسارعة بالسوق العالمية وتشكيل كيان اقتصادى عربى مؤثر فى حركة التجارة العالمية لحماية المصالح العربية المشتركة. وقال وزير التخطيط المصرى الاسبق الدكتور اسماعيل صبرى عبد الله ان الفكر الرأسمالى الغربى قائم على فكرة البقاء للاصلح مشيرا الى ان أزمة الثقة داخل المجتمع الامريكى تتزايد باستمرار وان الاقتصاد الامريكى لديه هاجس مستمر من المستقبل الامر الذى ترتب عليه الاتجاه الى تقليل معدلات الاستهلاك الذى يعتمد فى معظمه على الاقتراض عما كانت عليه فى السابق. ونبه الى ان التفاوت بين مستويات الدخول فى الولايات المتحدة وصل الى معدلات لم يبلغها من قبل وان مشكلة البطالة باتت قضية مزمنة.والمح الى ان فكرة الرأسمالية الكوكبية ليست فى حاجة الى حرب لفرض قوتها وانما تلجأ الى خيارات أخرى أقل تكلفة من تكلفة الحرب كتقديم الرشاوى والعمولات..مشيرا الى ان الفكر الرأسمالى أصبح ينتقل من طور الى طور لتطويع نفسه وتطويع الشعوب.ولفت الدكتور اسماعيل صبرى عبدالله الى ان الرأسمالية الحالية تجاوزت دور الدولة وأصبح فى مقدورها الاستغناء عن وجودها فلديها البريد الالكترونى ولديها أجهزة الامن الخاصة بها وكذلك انظمة الاتصالات بعيدا عن سلطة الدول وكذلك انظمتها المالية التى تعتمد على البطاقات الالية دون استخدام عملات الدول المحلية وبذلك انتزعت الحقوق الاصيلة للدول وأصبحت تمارس دور الدولة داخل الدولة.
وقال ان العالم يشهد الان ظاهرة التخصص الشديد فلم يعد مهما ان تقوم الدولة بصناعة كل شىء أو تتحمل شركة تبعة انتاج منتج بأكمله حتى فى حالات الافلاس التى تراجعت معدلاتها وحل محلها الاندماجات بين الكيانات الاقتصادية وأصبحت لاتلجأ للقضاء العادى للدولة بل للتحكيم لانه الاقصر مطالبا الدول العربية بان يكون لها دور فى هذا النظام وألا تكتفى بدور المتفرج فقط.
وتطرق الدكتور حسين عبد الله ـ خبير بترول مصرى ـ الى الاوضاع الراهنة فى فنزويلا حيث عزا ذلك الى رغبة الشركات الاجنبية فى الهيمنة على البترول الفنزويلى واصطدام ذلك بالمصالح الوطنية والتهديدات التى تشهدها الساحة الداخلية بالخروج من منظمة (أوبك) محذرا من ان تضارب المصالح بين الشركات الاجنبية والوطنية قد يؤدى الى قلاقل من هذا النوع داخل المنطقة العربية.من جهته رأى المهندس على نجيب ان الادارة الامريكية تقدم حماية حقيقية للاحتكارات حتى لاتتأثر مصالحها..مشيراالى ان الظاهرة الواضحة حاليا ان رأس المال أصبح عالميا لاوطن له.وأكد ان الرأسمالية الوطنية فى دول العالم الثالث تخلت عن دورها لصالح الشركات الاجنبية..موضحا ان الاقتصاد الامريكى بات يعيش فى وضع يتجاوز امكاناته الحقيقية وان العجز اليومى فى الميزانية الامريكية يصل الى 25ر1 مليار دولار. وقال الدكتور رضا العدل العميد السابق لتجارة عين شمس ان الخطورة تكمن فى تراجع دور الدولة مشيرا الى ان النظام العالمى لديه ازدواجية حيث يشهد دعوتين..دعوة للمنافسة وأخرى للسوق العالمية .وشدد على ان الرأسمالية فى عنفوانها الان وان مايقال حول أزمة تواجهها ـ قول تنقصه الدقة ـ بل هى متوحشة للقضاء على أى اتجاهات أخرى تناقضها.