(تشدقي يا عقارب الساعة فقد انشدت البلابل ذلك اللحن)
بهذه الكلمات تبدا مسرحية (ذاكرة التراب) في ظلمة حالكة بتوسطها شمعة ضعيفة تصارع انفاس حاملها وهو احد ساكني القبور المظلمة وعبر الاضاءة الشحيحة تظهر شواهد القبور العتيقة لكنها لا تبين ملامح الشخوص بينما تتعالى اصوات الاشباح من حولهم. في (ذاكرة التراب) البطل الحقيقي هو الظلام فكل ما هناك ظلام وطبول الموت تقرع اذنيك.
(ذاكرة التراب) قالت اشياء وسكتت عمدا عن اشياء لكنها قالت الكثير قالت: ان تاريخ الانسان الطويل يؤكد قدرته على الخروج الى الحياة حتى في احلك الظلمات.
وربما صورت (ذاكرة التراب) بؤس من عاش في الظلمات طوال سني عمره وفجأة تسلل النور الى عينيه وبدلا من ان يفرح بهذا العود نراه يحاول اغلاق النافذة التي تسلل من خلالها النور، ليعيش في الظلام الذي الفه ما تبقى من عمره.