في نهاية الأسبوع الماضي تلقيت اتصالاً هاتفياً والمتصلة أحب الناس إلى قلبي... ابنتي (سمى) بدأت بكلماتها المعهودة الترحيبية.. ولكن هذه المرة كلماتها ممزوجة بالفرحة والسرور وكأني أراها وهي تتحدث. فحاولت أن أهدئى من استرسالها في الحديث لكن كما يبدو لي أنها شدة الفرحة لم تستطع كبت ما بداخلها. وقلت لها ما الأمر ما هذه الفرحة الكبيرة؟ فقالت لي سوف: اقدم لك أعظم هدية كنت أتمنى أن أحصل عليها.. في باديء الأمر توقعت أن تقدم لي المستوى الدراسي الذي طالماً تعودت أن تقدمه لي وهو التفوق في جميع المواد. لذلك قلت لها ليس بالغريب عليك فأنت دائماً السباقة لذلك. أرجو أن تحفظك عناية الله وأن تكوني عند حسن الظن بي. انتهت المكالمة. في اليوم التالي.. توجهت إلى منزلي في الأحساء وحالماً وصلت قام أبنائي بالسلام على واحداً تلو الآخر وعندما همت بالسلام علي قالت في البداية: أهديك أعظم هدية لم أنهمك أنا فحسب بل أنت ووالدتي. وقدمت لي شهادة قرأتها بتمعن انها شهادة تهنئة من رجل رسم الابتسامة ومهد الطرق العلمية وجعل من طلبة المنطقة الشرقية وطالباتها مضرباً لأعضاء منافسات التفوق العلمي: ان هذه التهنئة مقدمة من صاحب أعظم جائزة سطرها التاريخ بأحرف من ذهب. أنها من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن فهد بن عبد العزيز وحينما أنتهيت من قراءتها. شاهد أبنائي دموع فرحتي التي لا تقدر بثمن. وقامت أبنتي بمسح تلك الدموع وقالت لي: من أعماق قلبي اقدم شكري لسيدي هذه كلمات ابنتي وقالت لي: أعدك بأنني سأحصل ـ باذن الله ـ على الشهادة الثانية والثالثة من سموه الكريم وطلبت مني أن أضع هذه الشهادة في اطار لتتصدر واجهة غرفتها.. والآن أقول لقد غرست يا سيدي في نفوس أبنائك محبتك وأعطيتهم الثقة في النفس.. وأكملت ما بدأ به والدك ووالدنا وقائدنا رائد التعليم الأول مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ. من قلب كل طالب وطالبة وأم وأب الابتهال إلى المولى القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية أنه سميع مجيب.
@@ عبد الرحمن بن عبد المحسن الملحم
