من المعروف ان البنى التحتية ركيزة ومعيار لتقدم الدول، ولذا فان المحافظة عليها تكون من اهم اولوياتها من صيانة وتحديث ورصد للاعتمادات المالية اللازمة، لكونها العمود الفقري الذي تعتمد عليه في مشاريعها التنموية.
لذا نحن في المملكة نرى ان الدولة قد سعت الى ايجاد بنية قوية، توفر قوة انطلاق نحو المستقبل على اكثر من صعيد، فأصبحنا وفي مدة قصيرة ننافس من سبقنا بمئات السنين، ونتيجة لذلك نراها ماثلة امامنا في تلك المطارات والموانئ والمصانع وشبكة الطرق العنكبوتية التي ربطت اجزاء المملكة ببعضها فهيأت ظروفا معيشية واقتصادية على نحو جيد، ويسرت حرية التنقل والتواصل.
كما ان سفلتة الطرق داخل المدن تعطيها جمالا بعد وضع اللمسات والاضافات كالارصفة وما يتبعها ويلحق بها من تبليط وتشجير واحواض الزهور والاشكال الجمالية والانارة.. الا ان بعض الامانات في المناطق وبلديات المحافظات تفتقد الى شيء اسمه التنسيق مع المصالح الاخرى عند تنفيذ بعض المشاريع الخدمية التي تتطلب حفر الشوارع فتترك الامر لاجتهادات تلك الشركات تنخر وتعبث كيفما شاءت دون حسيب ولا رقيب، فتظهر هذه الشوارع وقد تبدلت حالها الى الأسوأ وصارت تعطي خلاف ما يراد منها!! لان الامر في النهاية لا يعني تلك الشركات بشيء فجل ما يعنيها مردوداتها المادية وترشيد مصروفاتها لتتضاعف ارباحها على حساب جودة العمل ، فتكون الشوارع بعد اعادة سفلتة الحفر تعطي منظرا سلبيا للغاية يعيق الحركة ويشوه جمال الشارع ويترك انطباعا سيئا للزائر والمقيم والمواطن على حد سواء.
وتمثيلا لما ذكرت قامت البلدية في محافظة الزلفي مشكورة بوضع طبقة اسفلتية جديدة لبعض الشوارع المتهالكة طبقتها، فأضفت منظرا جميلا وفرح الاهالي بهذه الخطوة الجيدة في اعطاء المحافظة شيئا مما تستحقه من العناية التي فقدتها دهرا، الا ان الفرحة لم تدم.. فهبت رياح الحفر والردميات وصارت الشوارع والطرقات تحمل على سطحها بروزات لا تختلف عن الحفر التي كانت يعانيها الشارع قبل سفلتته، فذهبت افراح الاهالي ادراج الرياح وعادت حليمة الى عادتها القديمة!!
انني اقترح في هذا المجال انه طالما بقي الامر متروكا لاجتهاد تلك الشركات وبدون مواصفات ولا شروط، ان يكون هناك رصيف بمسمى (رصيف الخدمات) بحيث يصبح للطوارئ التي لا غنى عنها وتحتمها ضرورات التنمية، فيكون هذا الرصيف بعرض لا يقل عن (5م) ، ويكسى بحلية جمالية من البلاط ذي الألوان المتعددة بشكل طولي، فتتكون خطوط مستقيمة كل خط يحمل لونا محددا يمثل جهة خدمية من ماء وكهرباء وهاتف وصرف، فيكون لكل خدمة لون معين عندما تريد هذه الجهة او تلك تنفيذ مشروع ما فتعتمد الى اللون الذي يخصها على ذلك الرصيف المخصص فنساعد بذلك على المحافظة على رونق شوارعنا وجمالها من عبث تلك الشركات المستهترة، راجيا ان اكون قد وفقت في هذا الاقتراح وان يلقى قبولا لدى جهات الاختصاص.
@@ سليمان بن صالح الخنيني ـ الزلفي