لم يكد يخطو خطواته الأولى فوق رمالها، حتى وقع احمد عبدالرحمن الغامدي في هوى (الشرقية).. اعشق هدوء (المنطقة) واحب بساطة أهلها، فقرر ان تكون هي محطته الدائمة، وفضل التقاعد المبكر على مغادرتها الى وظيفة اكبر.. واصل دراسته ـ بعد التقاعد ـ خارج الوطن، فظلت (الشرقية) ماثلة في وجدانه، وحية في ذاكرته واخذ يعد الايام والليالي ليعود الى ارضها الطيبة، ويبدأ رحلة الانطلاق في عالم المال والاعمال والصحافة والأدب.
في (بني عامر) ولد احمد الغامدي. وفي (بلجرشي) درس الصف الاول الابتدائي ثم حصل على الابتدائية من مدارس الفلاح في جدة، وعمل في (سكة الحديد) ثلاث سنوات، ثم حصل على الاعدادية والثانوية بنظام السنوات الثلاث وعمل مراقبا جويا في جدة.
الى القاهرة ابتعث احمد الغامدي لدراسة المراقبة الجوية، ثم عاد الى المملكة وعمل في مطار جدة ثم في مطار الظهران مسئولا عن المراقبة الجوية ثم مديرا للمطار لمدة خمسة عشر عاما.
عاوده الحنين الى الدراسة فالتحق احمد الغامدي بجامعة (لوس انجلوس) وحصل على البكالوريوس والماجستير في ادارة الاعمال.
اتجه بعد ذلك الى العمل الحر واختار العمل في مجال الصناعات الخشبية ثم في مجال العقارات في عصره الذهبي وعمل احمد الغامدي ـ فترة طويلة ـ رئيسا لمجلس ادارة مجلة الشرق بالدمام ومشرفا على التحرير ثم ابتعد ـ بالتدريج ـ عن الأدب والصحافة لانه وجد ان رجل الأعمال لا يستطيع ان يجمع مع عمله عملا آخر.
وعن عدم تركه المنطقة الشرقية بعد تقاعده المبكر يقول: ان المنطقة الشرقية من اكثر مناطق المملكة هدوءا وبها اكثر اصدقائه ومن عاش فيها يصعب عليه ان يغادرها.
وعن عودته الى مقاعد الدراسة بعد التقاعد، فقد رأى ان الدراسة ـ في هذا العمر المتقدم ـ امنية طال انتظارها وغذاء للروح وتجديد للمعلومات والافكار والمفاهيم.
واختار احمد الغامدي مجال (الصناعات الخشبية ويرى انها في تطور مستمر ومستقبلها جيد.
ويدحض الحجة التي تقول: ان العقار لا يضيف الى الناتـج المحلي الاجمالي فالعقار ساهم في تطوير المدن واعطاها شكلها الجمالي واوجد بيئة صحية وسكنية وتجارية جيدة ويرى اننا في حاجة الى مساهمات عقارية لمواجهة النمو السكاني المتزايد وهذه المساهمات تلزمها بنية تحتية ينبغي ان يشارك في اقامتها القطاع الخاص الذي يمكن ان يزيد تكلفة هذه البنية على سعر الارض او سعر المتر المربع.. كما اننا في احتياج الى مدن صناعية قريبة من التجمعات السكانية، لتساهم في ايجاد فرص وظيفية من جهة ولتساهم من جهة اخرى في تخفيض الضغط على المدن الكبرى مثل الرياض وجدة.
ويرى ان العقاريين يمتلكون طموحات كبيرة لتنمية المنطقة الشرقية سياحيا، فقد بادروا بانشاء مدن سياحية ومنتجعات ومتنزهات.. والمنطقة مؤهلة ـ بامكاناتها ومعالمها ـ لتكون منطقة جذب سياحي بشرط ان نستفيد من اخطاء الآخرين ونراعي اصحاب الدخول البسيطة والمتوسطة.
ويرى ان تنوع مجالات الاستثمار مفيد لرجل الاعمال حتى يستطيع ان يتعايش مع المتغيرات الاقتصادية واذا واجه كسادا في مجال استند الى مجال آخر.
ويرى ان مستقبل الصناعة واعد فبلدنا في نمو مستمر والسوق المحلية متسعة والامكانات متوافرة والفرص متاحة.
ويرى ان الصحافة السعودية تطورت مثلما تطور باقي المجالات وتستطيع ان تلمس الفرق اذا تذكرت البدايات الصعبة والامكانات البسيطة التي يعمل في ظلها الرواد الاوائل. والصحافة لكي تنهض بدورها التنموي لابد ان تتسم بالدقة واحترام القارئ والمصداقية والمتابعة والتحليل وهذا ما تفعله صحافتنا التي تطورت كثيرا ويقف على رئاسة تحريرها شباب مؤهلون واكفاء.
ولايؤيد اندماج الصحف كحل للمنافسة التي تواجهها من القنوات الفضائية وارتفاع اسعار الورق، فالصحيفة الناجحة هي التي ستبقى وتتطور ويدعمها القارئ بالاقبال عليها والحرص على اقتنائها ويرى ان الدراسة المتخصصة مهمة للصحفي، من حيث نظريات الاعلام واساليب التحرير الصحفي، ولكن الصحافة في الاساس موهبة واذا لم يمتلكها الصحفي فلن يكون صحفيا ناجحا.
