منذ سنوات خلت ظل وزير الصحة الدكتور اسامة شبكشي يجسد معنى العمل قيمة رفيعة يجب ان تتحقق من أجل الآخرين, ومما ضاعف من أهمية هذا العمل ان يتعلق بمعالجة الآلام والأمراض لكل مواطني المملكة بل كل من اتخذ من هذه الأرض الطيبة مسكنا له, ولم يكن عمل الوزير ان يطيل الجلوس على كرسي الوزارة ليقوم بدور روتيني متكرر وانما ظل يضطلع بما هو أكبر من ذلك حيث تجده صباحا يدير هذا الاجتماع ويتفقد هذه المنشأة. ومن ثم يتجه لمتابعة العمل الميداني حيثما كان من أجل اتمام مشروع صحي او بحث فكرة ناهضة على الطريق الذي يفضي الى كل ما من شأنه التطوير والرقي.
وعند الدكتور شبكشي يكاد اليوم لا ينقضي فاذا انصرف الناس عن الدوام الرسمي تجده مستمرا حتى المساء ليعمل كما كان في الصباح ودون ذلك تجده طبيبا وطنيا صادقا يدير عيادته داخل مجمع الرياض الطبي (الشميسي سابقا) وكأني به لا يستطيع ان يعطي نفسه راحة او اجازة لانه أصبح مفتونا بعشق العمل العام وحب تخفيف الآلام والآهات عن المرضى سواء كان عبر إدارته لوزاة الصحة او عمله من خلال عيادته داخل مجمع الرياض الطبي, ولعل أبرز هذه الأدوار تتجلى في توجيهات معاليه لجميع مديري الشؤون الصحية بالمناطق بان يقوموا بعمل الزيارات المفاجئة للمرافق والمؤسسات الصحية كافة بما يحقق مصالح المواطنين بعيدا عن الروتين الممل والتسيب في العمل انفاذا لتوجيهات ولاة الأمر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ بضرورة اعطاء العمل العام أهمية قصوى خاصة في الحقل الصحي الذي أصبح نجاحه يشار اليه بالبنان والشاهد على ذلك ان أصبحت المملكة احد اهم الدول التي تقدم خدمات صحية متميزة حتى احتلت الرقم (27) من ضمن (171) دولة في مجال تقديم الخدمات الصحية بحسب شهادة منظمة الصحة العالمية ولعله انجاز يدعو للفخر والاعتزاز. وقد رأينا النجاح الباهر الذي حققته ولا تزال هذه الزيارات المفاجئة سالفة الذكر والتي يؤكد الدكتور/ شبكشي انها لا تهدف بأي حال لمعاقبة هذا أو ذاك بقدر ما تهدف لتحقيق خدمة صحية سهلة وميسورة للجميع وهو حديث يكشف الجانب الإنساني النبيل لوزير الصحة الذي كلما وقف على مشروع كان حليفه النجاح الباهر فهنيئا لنا جميعا بوزير تجمل به المنصب وزاده بهاء!!
مسئول التحرير بالرياض