DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من هم سادة قرار الحرب؟

من هم سادة قرار الحرب؟

من هم سادة قرار الحرب؟
أخبار متعلقة
 
يبدو ان قرار شن الحرب على العراق والاطاحة بنظام صدام حسين الديكتاتوري قد اتخذ من قبل اصحاب النفوذ على الادارة السياسية الأمريكية, اما كل ما يقوم به ممثلو اصحاب النفوذ في البنتاجون او في البيت الأبيض او في الخارجية الامريكية فهو ليس سوى مقدمة لما قبل الدقائق الأخيرة (لما لا يمكن تفاديه) كما يؤكد ذلك السيد/موريس برنز نائب رئيس جمعية رجال البترول في حوض (برمين) البترولي في تكساس (لوس انجلوس تايمز). في مدينة ميدلاند في ولاية تكساس مسقط رأس الرئيس الامريكي جورج بوش الابن يوجد ناد خاص اسمه (بتروليوم كلوب), كان الرئيس ومنذ ارتباطه الوثيق بالشركات البترولية العملاقة ولا يزال أحد زبائنه المرموقين في هذا المكان المترف والصارم في المحافظة على اسرار رواده يجتمع أباطرة قطاع الطاقة في الولايات المتحدة بشكل (عائلي) لاحتساء فنجان قهوة وتبادل الآراء حول مصير امريكا والعالم, ولما كانت الأسباب المعلنة لشن الحرب على العراق ليست سوى ذرائع لتغطية الاهداف الحقيقية لسادة عالم اليوم فمن المنطق ان يحاول المتخوفون من ويلات الحرب سماع رأي هؤلاء السادة, المشكلة ان هؤلاء السادة لا يحبون الاعلام واذا حدث وان قبلوا بـ(الدردشة) فلا بأس شريطة ألا تذكر الأسماء. يترسخ في بلدان الغرب مفهوم مفاده أن سلطة السياسيين والعسكريين تتقلص لمصلحة رغبات واهداف أباطرة الشركات التجارية العملاقة لذلك يبتسم العديد من المراقبين السياسيين وهم يرون ما يشبه صراع الديكة في وسائل الاعلام بين صقور وحمائم الادارة السياسية.. صحيح ان دور رموز الادارة السياسية لا يزال ضروريا لتسويق نوايا واهداف سادة القرار الحقيقيين لكن تناقضات السوق قد تدفع بعض رموز التسويق (المعتدلين) الى الفجاجة كما حدث لراعي مشروع الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية كولن باول عندما أسهب في الحديث عن الإرهاب ومر مرور الكرام على القضية الفلسطينية, وبالعودة الى نادي بتروليوم كلوب في ميدلاند لا يمانع رواده الصارمون من أصدقاء (القيادة) في البيت الأبيض من المجاملة في الحديث عن الآثار السلبية التي يمكن ان تسببها الحرب على العراق كأن تكون المهمة طويلة خاصة وان الوضع أشبه بمن يحرك بيت النمل حيث قد تختفي هذه المخلوقات المؤذية لفترة تحت التراب لكنها لا تلبث ان تعود لتأكلك (كما يقول أحد رواد النادي العريق). الم نذهب الى كوريا في مهمة بوليسية تحولت الى حرب لا يزال جنودنا هناك على اثرها منذ خمسين عاما؟ يتساءل أحد المشاركين في الحرب الكورية. تتشعب أحاديث رواد النادي البترولي لكنهم في النهاية يتوصلون الى استنتاج واضح وصريح (لا بد من الذهاب الى هناك) خاصة ان اوضاع حوض برمين البترولي غير مشجعة, الحوض ينتج حوالي 70% من بترول تكساس وتكاليف الانتاج تزداد وتيرتها ولو ان هناك اعدادا اكبر من الأمريكان يفهمون الوضع الكوارثي لقطاع الطاقة في امريكا لأمكن تفهم ضرورة الذهاب الى هناك, لذلك يستنتج رواد المقهى البترولي أن الوضع خطير واذا لم نتدخل الآن فسندفع الثمن. ثم يتبارون في ترديد مفاهيم ومفردات تسويق الحرب وبشكل اكثر فجاجة من رموز الادارة السياسية.. البترول لا يزال عصب الاقتصاد العالمي وعلى رأسه الولايات المتحدة وهؤلاء السادة هم (أناس يدفعون أناسا غيرهم للسير وسط الألغام والأوحال).. كما أسر بذلك موريس برنز وهو يقتاد مراسل لوس انجلوس تايمز للنادي العريق, صحيح ان الفوائد المباشرة للحرب قد لا تبدو مغرية في كواليس (بتروليوم كلوب) لكن يحدث ان تتقدم الضرورات الاستراتيجية على الفوائد المباشرة. هل تزداد جرعة الفوائد المباشرة على الضرورات الاستراتيجية فلا تقوم الحرب؟ ذلك ما يحاول المسوقون فعله.