تعتبر الإنترنت ( الشبكة المعلوماتية) من أحدث التقنيات في الوقت الحالي. وهي ترتبط بتقنية الاتصال والمعلومات والكمبيوتر التي تطورت تطوراً كبيراً منذ أواخر القرن الماضي، ولا تزال تتطور بسرعة واستمرار.
( ما تقوله الإحصاءات):
تدل بعض الإحصاءات على أن عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي حوالي 7 و0% بينما في الولايات المتحدة وكندا تصل النسبة إلى 40%. وفي دراسة عام 2000بينت أن حوالي 30% من المستخدمين في العالم العربي يتستخدمون الإنترنت للمحادثة عن بعد ( chat). ويتردد كثيراً في مختلف الأوساط أن الإنترنت هو تسلية وإزاعاجات وبحث في الممنوعات، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق كما يقول. حسان المالح- استشاري الطب النفسي- من جدة، هناك استخدامات جادة ومفيدة جداًُ في مختلف الميادين الحياتية والثقافية والعلمية والاجتماعية وغيرها. ويلعب التوجيه هنا دوراً هاماً في الاستفادة الحقيقية من هذا التطور التقني المفيد. والإدمان على الإنترنت بمعنى قضاء أوقات طويلة على الشبكة وإهمال القيام بالمسئوليات التي يجب القيام بها أمر واقع.. وهناك تفسيرات عديدة لذلك.. ومنها: المتعة الشخصية التي تقدمها هذه التقنية فهي تقنية جذابة تتطلب الوقت.. ويمكن للفرد أن يشعر بتحقيقه لنفسه من خلالها. كما أن الهروب من مشكلات عملية واجتماعية يعتبر أمراً هاماً.. فالإنسان مجبول على الهروب من الألم إلى المتعة واللذة بأشكالها المتنوعة.. مما يطرح ضرورة حل المشكلات ومواجهتها بدل الهروب منها.. كما أن المقصر ربما يهرب إلى الإنترنت تغطية لتقصيره وإهماله في واجباته المتنوعة بحجة أنه يقوم بعمل آخر مفيد. ومن العوامل الهامة أيضاً البحث عن تحقيق الشخصية وإثباتها.. وتوفر الإنترنت مجالاً مناسباً من حيث إبداء الرأي والحوار إضافة للتحكم بالتقنيات والبراعة فيها بسهولة نسبية مما يشد المستخدم ويشعره بقيمته وأهميته.. ولاسيما في حال جهل من حوله بتلك الأمور..وهنا نجد أن المراهق يتعلق بالإنترنت بدافع التنافس مع أخيه الأكبر أو أبيه حيث يمكن له أن يسجل انتصارات متعددة. وفي بعض الحالات نجد هروب الأزواج أو الزوجات إلى الإنترنت بعيداً عن مشكلات الزواج اليومية والاحباطات.. مما يزيد المشكلات الأسرية، ويستدعي كل ذلك ضرورة مراجعة النفس والسير في حل المشكلات بدلاً عن الهروب منها. ولابد من التأكيد أن التعامل مع أي تقنية يتطلب عدداً من الأمور والضوابط، وهناك سوء استعمال لأية تقنية كما أن هناك حسن الاستعمال، ولابد من تعلم أساسيات تقنيات الكمبيوتر والإنترنت بما يخدم تطوير المهارات العامة والفردية وبما يتناسب مع طبيعة العصر وتطوره. ومن المتوقع أزدياد المتعاملين مع شبكة الإنترنت في مجتمعنا وتحسن استعمال هذه التقنية بما يفيد وينفع، ولابد من تشجيع الاستعمال الحسن وتطويره والتأكيد عليه من خلال شرح فوائد الإنترنت ومجالاتها وآفاقها وبشكل عملي للجميع، بدل التركيز على الجوانب السلبية وتضخيمها.