أخبار متعلقة
ولد إبراهيم صالح السليم الملحم سنة 1356هـ في حي النعاثل بالهفوف، كان والده من أصحاب عقارات النخيل.. زاول التجارة، ولكنه قرر الألتحاق بشركة أرامكو في وحدة المحاسبة قسم الخدمات الاجتماعية، حتى حصل على دبلوم في المحاسبة من الولايات المتحدة الأمريكية. لديه العديد من الهوايات كما أخذت الرياضة جزءا كبيرا من حياته، ولا ينسى الملحم براحة أم الخبيصي، التي كانت مزارع في ذلك الوقت.. الملحم الاجتماعي الرياضي والثقافي كان لنا معه هذا اللقاء..
حي النعاثل
@ بداية نود التعرف على بطاقتك الشخصية؟
- إبراهيم صالح محمد السليم الملحم، من مواليد 1356هـ الأحساء، العمر 67سنة، موظف متقاعد من شركة أرامكو. عدد الأبناء 8 ،عدد سنوات الخدمة 38 سنة.
@ ماذا عن أيام الطفولة؟
- ترعرعت في حي النعاثل بالهفوف، ودرست الابتدائية بمدرسة الهفوف الأولى، وتخرجت عام 1372هـ. بعد الشهادة الابتدائية عملت في التجارة لمدة عامين، وأتذكر أن منزلنا موجود حتى الآن بالقرب من منزل الغنيم.
@ هل تتذكر زملاءك في المرحلة الابتدائية؟
- نعم.. منهم عبد العزيز الدرويش، راضي الرمضان، مقرن المقرن، ناصر اللبلي وإبراهيم آل زرعة. وكان مدير المدرسة عيسى المنقور، ومن المدرسين عبد الله بو نهيه، محمد العبد الهادي، إبراهيم الحسيني، عبد اللطيف المبارك، راشد الحسين، محمد الباز وعبد الله الباز.
تجارة الملابس
@ تقول أنك عملت بعد المرحلة الابتدائية لماذا؟
- نعم عملت في تجارة الملابس لمدة عامين وكان عمري 18 سنة، لأن التجارة كانت تستهويني. مع عمي المرحوم عبد الله الملحم.
@ ماذا بعد ذلك؟
- رجعت مرة أخرى للدراسة في المرحلة المتوسطة حتى الصف الثالث المتوسط، وأتذكر من زملائي عبد العزيز العفالق، عبد الله إبراهيم الراشد، عبد الرحمن الملا، وإبراهيم الربيع.
@ ماذا بعد مرحلة الكفاءة؟
- اتجهت للعمل في شركة الزيت الأمريكية أرامكو سنة 1957م- 1377هـ في منطقة بقيق.
الالتحاق بأرامكو
@ كيف كانت قصة ألتحاقك بأرامكو؟
- بعد عملي في التجارة كان في مخيلتي مواصلة التعليم، لكن لم يكتب لي ذلك، وبعدها فكرت أين اتجه، حيث كانت الوظائف متوافرة في ذلك الوقت، ولكن قررت العمل في أرامكو، لأن بها تشجيعا وتعليما وإغراءات تجعل الإنسان يتشجع للالتحاق بها، وعملت في بقيق حتى عام 1964م.
@ في أي الأقسام عملت؟
- في قسم المحاسبة، وكنت في بداية العمل محاسباً متدرباً حتى وصلت إلى محاسب، تدرجت في عدة وظائف في المحاسبة، بعد ذلك انتقلت إلى الظهران عام 1964م، كما ذكرت وكنت في نفس التخصص.
الرئيس أمريكي
@ من كان رئيسكم في بقيق؟
- كان أمريكيا اسمه (هيلبون) وكان معي زملاء منهم عبد اللطيف عبد الله الجغيمان، وكنا قلة من السعوديين في ذلك الوقت، وأتذكر أيضاً شخصا آخر اسمه عيسى العبيدان ( يرحمه الله). وكانت نسبة السعودة قليلة جداً لا تقاس بالوقت الحالي.
@ في أي دائرة عملت في المحاسبة؟
- كانت هناك عدة دوائر في المحاسبة، ولكن عملت في قسم محاسبة الخدمات الاجتماعية بابقيق، وعملت به حتى عام 1971م، بعد ذلك تمت ترقيتي إلى درجة رئيس وحدة في دائرة محاسبة التكاليف، واستمريت بها حتى التقاعد في الظهران.
بين الظهران والأحساء
@ ولكن كنت في الظهران والأسرة في الأحساء؟
- نعم هذا صحيح، لقد نقلت أسرتي إلى الدمام وأمضوا بها 4 سنوات، ولكن لم يتأقلموا مع الجو في الدمام، وعادوا إلى الأحساء مرة أخرى، وسكنت أنا في سكن العزاب في الظهران، كذلك كان جميع أفراد الأسرة في الأحساء.
نصف شهادة
@ ولكن هل حصلت على دورات في مجال العمل؟
- نعم، لقد حصلت على دورة لمدة سنتين في أمريكا في هيوستن (بيتاون) وحصلت على نصف شهادة جامعية في المحاسبة، ولم أواصل لكثرة المشاغل العائلية وألتحقت بالدورة عام 1381هـ.
@ يقال أن موظف أرامكو بعد التقاعد يصبح شخصا مستهلكا؟
- لا أبداً من وجهة نظري، فالعمل في أرامكو منظم، قد يشعر بعض الأشخاص بالملل، ما دام لدي الطاقة والقدرة على العطاء فيجب أن استمر في أي عمل كان، كما أن أرامكو تعطي الموظف جميع حقوقه بالكامل، سواء من عمل إضافي أو منزل أو ترفيه إلى آخره.
أرامكو وسعت علاقاتي
@ ماذا أضاف لك العمل في أرامكو؟
- أضاف الكثير من العلاقات مع الأشخاص، واكتساب اللغة الإنجليزية كذلك الخبرة في العمل، والعلاقات تأتي لأن عملي في المحاسبة خاصة دائرة التكاليف بها علاقات مع التجار، من داخل وخارج المملكة، جميع البضائع التي تأتي من داخل وخارج المملكة يجب أن تمر من عندي، كذلك المقاولون.لأنني قبل التقاعد كنت مسئولاً عن ثلاث وحدات، الأولى التكاليف،والثانية وحدة الفواتير،والثالثة جرد الموجودات في أرامكو في ثلاث مناطق، هي بقيق ورأس تنورة والظهران، وهذه المحاسبة بالملايين، بل ببلايين الدولارات، وعندما يكون الشخص مسئولا عن هذه الأشياء بكل تأكيد سوف تتوسع مداركه وخبرته ولغته ويكون أكثر حرصا وحذرا.
@ لماذا أخترت المحاسبة بالتحديد؟
- حقيقة منذ البداية، حينما تقدمت إلى أرامكو خيرت بين عدة أقسام، ولكنني أخترت قسم المحاسبة، لأنها هوايتي، والحمد لله حققت أمنيتي وحصلت على ما أريد.
@ لو لم تتجه إلى أرامكو أين كنت سوف تذهب؟
- أذهب إلى التعليم بكل تأكيد، لأن مجال التعليم كان مفتوحاً في ذلك الوقت.
براحة أم الخبيصي
@ كان لديكم فريق في حي النعاثل هل تتذكر بعض زملائك؟
- كنا نلعب في براحة تدعى أم الخبيصي قرب المدرسة الأولى، وكانت سابقاً نخيلا وأزيلت، وكان معي ابن الخال عبد الله خليفة الملحم، سعد عبد العزيز الحسين رجل أعمال والمرحوم الدكتور عبد الله الصيخان. وهناك زملاء في الرياضة، منهم عبد الله فرج، عدنان صالح، عبد الله العيسى، خالد الدرويش، وعبد العزيز الشعوان.
@ ولكن نعرف أن الرياضة أخذت من وقتك الكثير؟
- نعم بكل تأكيد، حيث كنت أحد مؤسسي فريق البدر (هجر حالياً) وأعتقد أنه أسس عام 1375هـ، مع مجموعة من الأشخاص الذين لهم أياد بيضاء في تاسيس البدر، وهم: أحمد محمد الدحيلان، وأبناء الرشيد صالح وأحمد، وأبناء السليمان محمد وإبراهيم وعبد الله، عبد الله الداعج، عبد الله الصبي، عبد الله عبد الرحمن الملحم (يرحمه الله) وآخرون. وبعد ذلك أسسنا فريقا اسمه التعاون، في حي النعاثل واستمر هذا الفريق 12 سنة، ومن الزملاء في هذا الفريق محمد إبراهيم المبرزي، عبد الله الصيخان يرحمه الله ، حمد الحواس، عبد الله بن خليفة الملحم، وعبد الله عبد اللطيف النعيم يرحمه الله. وفي فريق التعاون أتذكر عبد الله باجمال، وناصر فرج، والرياضة أخذت من وقتي الكثير، لأنني كنت كابتن فريقين، وقد زاولت عدة ألعاب منها الطائرة والسلة والسباحة، ولكن القدم أخذت من وقتي الكثير وهي السبب في تأخر ابتعاثي إلى الخارج، وبعد أن قررت مواصلة الدراسة ابتعدت عن الرياضة.
كابتن لفريقين
@ موقف طريف في الرياضة؟
- كنت كابتن لفريق التعاون، وكذلك الوحدة، وكانت هناك مباراة بين الفريقين، وكنت متوجها إلى الحارس لتسجيل هدف، ولكن لم أستطع وقررت، عدم التسجيل في الفريقين.
@ هل التقاعد نهاية الموظف؟
- كل إنسان له نهاية ولكن الشخص يحاول الاختلاط مع المجتمع، وأن لا يتقوقع الشخص بعيداً عن المجتمع ومزاولة الرياضة الخفيفة.
أحب السفر
@ ولكن نعرف أنك تحب السفر؟
- نعم كنت أحب السفر كثيراً، لأن السفر به فوائد جمه، مثلماً قال الشاعر، وقد كنت أتردد على أسبانيا وتحديداً غرناطة، وهناك قصر الحمراء، وأتذكر مجد العرب في ذلك الوقت، والمساجد القديمة، حيث أنني أحب المقتنيات القديمة.
عيد زمان
@ هل تتذكر حي النعاثل؟
- نعم لي ذكريات لا يمكن نسيانها، خاصة في شهر رمضان، حيث كان رمضان في ذلك الوقت شيقاً جداً في الأحساء، وفي حي النعاثل تحديداً، وكنا ننتظر رمضان بكل شوق، لأن في ذلك الوقت السهر قليل، ولكن في رمضان الوضع يختلف، فتجد رائحة الخبز الأحمر والأكلات الشعبية، وتجد أهل الحي كالأسرة الواحدة. كما أن للعيد فرحة خاصة، حيث العرضة السعودية وفرحة الأطفال بالعيدية. وكنت أحرص على الذهاب إلى خالي لأخذ العيدية، حيث كان يعطيني ريالا واحدا، وكان هذا المبلغ في ذلك الوقت كبيراً جداً، أما أول عيدية فلا أتذكرها.
أرامكو بين الماضي والحاضر
@ هل العمل في أرامكو في الوقت الحالي يختلف عن السابق؟
- في السابق لديهم اجتهاد أكثر، لأن من ينضم إلى أرامكو كان في الغالب ينتمي لأسر فقيرة. وفي أمس الحاجة إلى المال، أما الآن فالشباب مرفه، وجميعهم يقتني سيارة وجوالا ومصروفا، أما من حيث تحفيز الموظف فهو موجود في السابق والآن، ولو كانت الرواتب متدنية سابقاً إنما هي ضرورية جداً.
@ كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟
- أحث الشباب أن يؤدي العمل المطلوب منه تجاه العمل ( من جد وجد ومن زرع حصد)، وأن يكون مطبقاً للعمل الذي يعمل به تطبيقا صحيحا، والركيزة الأولى هي التعليم، لأنه بدون تعليم لا تتقدم البلد، وللأسف بعض الشباب لا يقدر ما يقدمه الوالدان، ويجب أن يكون الشباب واعين للمستقبل أكثر.
الضيف الملحم يتحدث للمحرر