المشكلة:
الدكتور فهد: أنا شاب أبلغ من العمر (23) سنة ولقد (ملكت) فتاة في العشرينيات من عمرها من حوالي سنة وأنا أريد الزواج منها لأني صادق مع نفسي ولكني اشعر ان هذه الفتاة رغم انها قريبتي اشعر انها متقلبة المزاج ولا تريد الزواج وكثيرة المطالب وعصبية ولقد قلت ذلك لأبي وأمي إلا انهما قالا لي لا تستعجل فهي ابنة عمك فتحملها.
وسؤالي الآن هو اذا كنت في فترة (الملكة) وهي كذلك فكيف بعد (الدُخلة؟) أرجو الدكتور مساعدتي كيف اتعامل معها لقد نقلت لك مشكلتي باختصار شديد وأرجو توجيهي ولك مني جزيل الشكر.
@@ أخوك الأصغر: خالد محمد/ الرياض
@ الرد:
هون عليك ياخالد ولا بأس تراه ـ ان شاء الله ـ وكان بودي ان اسمع منك تفاصيل أكثر مرتبطة بأمثلة حية لانها تساعدني في التشخيص وفي تقديم جرعات علاجية مناسبة وهذا ما انصح به الاخوة والأخوات الذين يرسلون رسائلهم كي نتمكن من تقديم شيء مفيد ـ بإذن الله ـ.
اسمعني جيدا ياخالد لا بد من البداية ان تعرف من هي تلك الشخصية المتقلبة التي تتحدث عنها (أي متقلبة المزاج والعلاقات) فأحيانا نحن نحكم على الآخرين وبالذات الطرف الآخر ونشخصه والمشكلة الأكبر ان نتعامل معه وفق هذا التشخيص الذي وسمناه به والذي قد يكون غير صحيح.
ان صاحب الشخصية المتقلبة يتصف بان تماسكه الداخلي ضعيف جدا فليس لمزاجه ولا لتفكيره ولا لسلوكه ولا لهويته الداخلية قاعدة وأركان راسخة.
وتكثر هذه الشخصية لدى النساء ولا سيما في آواخر مرحلة المراهقة, كما هي مع خطيبتك وزوجة المستقبل المشرق ـ بإذن الله قل آمين ـ اما ملامح هذه الشخصية وكما قرأت في كتب علم النفس فتتمثل في عدة صفات نشير اليها باختصار كما يراها د. محمد الصغير هو:
1ـ سرعة تقلب المزاج (خلال دقائق او ساعات او أيام) تقلبات شديدة بين الرضا وبين الغضب وبين الارتياح وبين الانفعالات ولا تتناسب هذه التقلبات مع الظروف الخارجية وان كانت تتأثر بها بعض الشيء.
2ـ سرعة الاستثارة الشديدة والقابلية للانفعال والغضب واشتعال المشاعر وانفجار براكين النفس وقذفها بحمم الغضب في كل اتجاه وعلى كل احد قولا وفعلا حتى على الأشياء.
3ـ الاندفاعية في التصرفات ولا سيما عند الغضب.
4ـ محاولة ايذاء النفس او التفكير في ذلك ولا سيما عند شدة الانفعال وسيطرة الغضب.
5ـ ضعف القدرة على الصبر والتحمل مع الإصرار على تحقيق ما ترغبه النفس في أقرب وقت ودون تأخير ودون استعداد لتحمل عناء الانجاز.
6ـ سيطرة الغيرة الشديدة في بعض المواقف على المشاعر والسلوك (غيرة تعمي وتصم).
7ـ سرعة الملل وكثرة التذمر والاحساس بالفراغ العاطفي دون سبب واضح مع ضعف القدرة على تحمل الوحدة.
8ـ كثرة الشكوى من الحزن والكآبة.
9ـ المبالغة في مشاعر البغض والحب مع تقلب شديد وسريع بين هذه العواطف والمشاعر تجاه الآخرين.
10ـ التطرف في التفكير وفي تقويم الأمور والمواقف والأشخاص.
11ـ عدم وضوح الهوية الذاتية مع فقد التماسك النفسي الداخلي وغياب التصور الواضح لاهدافه في الحياة وعلاقته بالناس (من أنا.. ماذا سأكون في المستقبل؟ ما أهدافي في الحياة؟).
وبالمناسبة أخي خالد فليس بالضرورة ان توجد هذه الأعراض كلها في شخص واحد وفي وقت واحد ومع الأسف فحتى هذه اللحظة فلم تتضح أسباب محددة لمثل هذه الحالة وما زالت الأبحاث النفسية تدرسها وتحاول تحديد الأسباب وايجاد العلاجات المناسبة لها.
ولكني ومن خلال تعاملي من قبل هذه الحالات في أماكن مختلفة أرى ان الوضع لا يدعو الى مثل هذا القلق الكبير لان الفتاة ما زالت صغيرةو وما زالت مرحلة المراهقة باينة فيها ومتأثرة بها ولا تنس ايضا أخي خالد ان نفسية الفتاة غير نفسية الشاب.
ما انصحك به الآن هو ان تتريث قليلا وان تحاول اشباع عاطفتها بأسلوبك الخاص الذي تستطيع عليه وانت أدرى مني بذلك.
ثانيا: حاول قدر الامكان ياخالد ان تعرف ما الذي يثير غيرتها اذا كانت غيورة وتجنبه سواء حديثا او تصرفا.
ثالثا: احرص تماما على احتوائها لانك كل شيء بالنسبة لها خاصة وهي صغيرة وتنظر اليك على انك كل شيء وعلى أنك مصدر الآمال والفجر بالنسبة لها في آن واحد.
رابعا: حاول اطراءها او مدحها من حين لآخر وكذلك الاتصال بها من حين لآخر أيضا لاشعارها أنك تحبها ولكن وأنت تفعل ذلك اشعرها بشكل واضح انك حينما لا تتصل عليها في أوقات معينة فهذا لا يعني انك لا تهتم او ان مشاعرك تغيرت من ناحيتها.
خامسا: حاول ان تجلس معها وتحدد معالم حياتك الزوجية معها وان تسألها عما تحب وماذا تكره وماذا تتوقع وما الذي تود ان تراه منك.
ان هذه المصارحة وان كانت ثقيلة على بعض الرجال فهي مهمة جدا من الناحية العاطفية.
وأخيرا: كن كما انت ولا تبالغ في كل تصرفاتك وسلوكياتك وثق ـ بإذن الله تعالى ـ ان قلقك سوف يزول ويرتاح بالك بفضل الله يا خالد واسعد أيامك.
