من أجمل اللحظات على الإنسان ان يكون له هدف واضح مرسوم يسعى الى الوصول اليه ويجاهد من أجل الحصول عليه حتى لو كان غير مكتوب بل في عقله.
ومن أجمل اللحظات على الإنسان ان يكون لديه أمل ينتظره ويسعى الى تحقيقه, أمل يجعله يعيش في سعادة غامرة لا يبالي بمن حوله ولا بما يقولونه عنه, لانه متأكد ان هناك شيء ما جميل سوف يعوضه عن كل شيىء.
وتخيل مجرد تخيل حينما يكون هذا الهدف غامضا مشوبا بالضبابية, وحينما يكون هذا الأمل صعبا او بعيد المنال, فكيف ستكون حياتك إذن؟ وسوف ستكون نفسيتك عندئذ؟
ان سعادتنا مرتبطة بعد ـ مشيئة الله سبحانه وتعالى ـ وبعد رضاه عنا مرتبطة بمدى ما نحققه في حياتنا من أمور كنا نحلم بها, ومن أهداف كنا نسعى بجد ان تتحقق لنا.
ولكن السعادة أحيانا تكمن في الانتظار وأبد طال, صحيح ان الانتظار الطويل يولد القلق والتعب النفسي ولكنه في أمور معينة يصبح جميلا وتتحمله وترضى به بل وتتمنى ان يتكرر معك وطالما انه يوجد السعادة بداخلك, وطالما انه يحقق لك امانيك التي طاما حلمت بها خذ من ذلك انتظار نجاح او ترقية او الحصول على وظيفة بالمواصفات المطلوبة او انتظار حبيب ولكن هذه السعادة المنشودة التي يتمناها كل شخص مرتبطة بأمور أخرى غاية في الجمال. وهي أمور عاطفية ولا شك في أنها مرتبطة بالشوق واللهفة وبالوله وبالاحساس بالأمان النفسي والعاطفي الذي يتمناه كل إنسان منا. وهذه السعادة مرتبطة أيضا وبشكل غير مباشر بالعتاب الرقيق الذي يعني الحب ايضا. ويعني انك لو لم تكن بتلك المنزلة الكبيرة والغالية لدي لما عتبت عليك او زعلت منك لانك انسان غير عادي, انسان مميز أكن له كل الحب والتقدير والإعجاب وأضحى من أجله بالشيء الكثير ان اضطر الأمر, لآن ما وجدته من أشياء جميلة لا بد ان تجعلني أرد هذا الجميل.
هذه السعادة الجميلة التي نحياها لا تريد من يقطعها عليك او من يأتي في منتصف الطريق ويقول بلك توقف. هذا هو مكانك الذي يجب ألا تتجاوزه وإلا فقدت كل شيء.
هذه السعادة لا تكتمل بك انت وحدك بل بالطرف الآخر المكمل لك, والطرف الآخر الذي أوجد هذه السعادة بداخلك ونماها ورعاها بسؤاله عنك واطمئنانه عليك وشوقه إليك بل وغيرته عليك أحيانا. هذه السعادة ترى ما قيمتها ان كانت من طرف واحد, ما قيمتها ان لم يبادلنا الطرف الآخر الإحساس بها, وما قيمتها ان كانت لهدف شخصي او غرض مادي؟ هذه السعادة مهما كانت بسيطة قد تزعجنا أحيانا لأنها لم تكتمل بالصورة التي نريد ولكنها جرعة كافية تمدنا بطاقة قوية وغريبة تزيد من كمية حبنا وتضاعف من وهج أشواقنا وتجعلنا نقبل على هذه الحياة بحيوية ونشاط ونفس.
ونحن حينما نسافر من أجل فلان معين كي نراه او نجتمع به, فلا بد ان هناك أشياء كثيرة بداخلنا تتحرك وتتداخل ولا نعرف كيف نتصرف أحيانا. ان نكتشف بسهولة ونكون عرضة لسخرية الآخرين واستهزائهم بنا رغم ان ذلك لو حصل يزيدنا سعادة رغم حرجنا لأننا نشعر بنوع من الفخر والتميز.
صحيح ان سفرنا لهذا الشخص مثلا قد لا يكون مباشرا أي ان الرحلة قد لا تكون له فقط ولكنها من خلال عمل آخر, ولكننا لو فكرنا قليلا لوجدنا جوانب ايجابية في الموضوع لعل أهمها انه لولا هذا العمل بعد ـ مشيئة الله طبعا ـ لما استطعنا رؤيته او الاجتماع به ولما ولما. فهل هذا شيء سهل او عادي؟
أبدا انه في عرف المحبين شيء كثير وكبير جدا, لأن فيه تحقيق أمنية غالية, ولأن فيه سعادة من نوع آخر لا يحس بها سوى نحن. نحن من أضنانا الشوق واتعبنا الفراق وتمكن منا القلق. مرة أخرى, قد تكون اللحظات قصيرة وقليلة وبسيطة إلا انها تظل جميلة طالما كان طرفها هو الأمل والحلم. ويكفي انه منه لنظل نفكر فيها ونتحدث عنها ونحن اليها, ويكفي أنها من أجله لتكون رائعة ولها مذاق خاص.همسة
أيعقل ان انتظر وانتظر
واعد الأيام
الواحد تلو الآخر
وآتي إليك
بكل شوق ولهفة
على أمل ان ألتقيك
وأن أراك
وأن أكون بالقرب منك
واذا بك بعد ان اتيتك
وبعد ان التقيتك
ترحل عني؟
تسافر بعيدا؟
تغادر المكان من منتصف الطريق؟
لا تنتظري قليلا
كي اشبع منك؟
وأروي ظمأ شوقي برؤياك
لا تعطيني وقتا أكثر
كي تكتمل سعادتي بك؟
أقصد سعادتنا نحن
أنا وأنت
@ @ @ @
أيعقل ذلك؟
فان لم يكن من أجلي
فمن أجل هذا الشوق المتقد
بأعماق داخلي
من أجل هذا الحب الكبير
الذي احتفظ به في قلبي لك
@ @ @ @
ياالله
ما أقساه من شعور
ذلك الذي شعرت به
وأنا أراك ترحل
تسافر بعيدا
وتتركني بمفردي
وكأنني قد جئت لغيرك
ولم آت لأجلك أنت!
وانت من دون سائر البشر!
@ @ @ @
ليتك تعلم كيف كنت أفكر بك
وانا في طريقي إليك
وكيف كنت اتساءل
وماذا كنت اتمنى
وكيف كانت مشاعري
وبأي حديث سأبدأه معك
@ @ @ @
لقد كنت وأنا في طريقي إليك
أتساءل:
ترى كيف سأراك؟
اما زال كما هو؟
كآخر عهدي به؟
لا بد انه اجمل بكثير
مما اتخيله الآن
لا بد انه هو الآخر
أكثر شوقا لي
وتلهفا علي
@ @ @ @
وكم كان بودي
وأنا بين يديك
ان أبث أشواقي إليك
وان أتأمل عينيك
وان أبوح لك بكل شيء
دون ان يبقى لدي شيء
دون ان أكون محتاجا لشيء
ولكن ماذا أفعل؟
ماذا أقول لأشواقي؟
سوى ان اكتمها
كعادتي معها؟
وان أعللها بشيء أفضل لاحقا
حينما تعاندني الظروف؟
وحينما تكون هي الضحية؟
وحينما لا أملك شيئا أعد به
@ @ @ @
ولا أخفيك
أنني تضايقت حينها
حينما أتيت أنا ورحلت أنت
شعرت بالاحباط يتملكني
قالت ما جدوى وجودي هنا من دونه معي؟
شعرت ان هناك شيئا ما
كان ينقصني
شيء ما قد اخذ مني
رغما عني
شيء ما لم يجعلني كما أنا
****
ولكن عزائي
ان سفرك كان مفاجئا
كان بناء على ظرف طارىء
أنت نفسك لا تعلمه
ولا تستطيع تأجيله
بل لا بد لك من تنفيذه
@ @ @ @
عزائي
أنك أنت نفسك
كنت منزعجا جدا
مترددا في اخباري به لا تريد مضايقتي من خلاله
او افساد متعتي
ولقد كنت أرى ذلك كله في عباراتك وآهاتك
بل حتى في صمتك
تلك اللغة التي افهمها جيدا
حينما تتحدث بها!
@ @ @ @
عزائي أنك حتى بعد ان سافرت
وتركتني للآخرين
كنت على تواصل معي
لم تقطعني
كنت تسأل عني
تطمئن علي
لم تشعرني انك بعيد عني
وحتى أنا نفسي
فانك لم تغب عني لحظة واحدة
بل كنت معي لانني كنت وأنا أخاطب غيرك
كنت في الحقيقة
اخاطبك أنت
كنت اراك أنت
واتخيلهم كلهم أنت
وهذا ما هون علي
بعدك عني
@ @ @ @
بل عزائي أكثر وأكثر
ان هذا اللقاء
وان كان قصيرا
وان كان محبطا
وان لم يكن كما أريد
وان اكتنفته العقبات
منذ بدايته
وان عصفت به الظروف
فغيرت من وجهته
ولم تأت به كما يجب
فلن يكون الأخير
بإذن الله
ولن يكون آخر عهدي بك
أتعرف لم؟
لان ما بيني وبينك
ليس مجرد لقاء لم يتم
او حديث لم يستمر
أو.. أو.. أو
@ @ @ @
بل ما بيني وبينك
أكبر من ذلك بكثير
انه الحب
والتفاهم
والتقدير
بل انه الاحساس الجميل
الذي لا يمكن ان يشعر به احد
او يستمتع به احد
او يستحقه احد
سوى أنا وأنت
@ @ @ @
وصدقني
حتى لو لم تكتمل سعادتي
وحتى لو بُترت من منتصفها
ستظل أجمل سعادة
اتعرف لم؟
لانه حتى اللحظات البسيطة معك
وهي الدقائق القليلة بقربك
اعتبرها شيئا كبيرا
لانها ليست مع أي إنسان
وليست كباقي الدقائق واللحظات
انها تعنيك أنت
فهل تعي ذلك
@ @ @ @
قد أعبر عن ذلك
بطريقة لا تعجبك
او بأسلوب لا يروق لك
ولكن عزائي
ان هذا ما أملك
وهذا ما أعرف
فهلا عذرتني؟