DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

موال من الشرق

موال من الشرق

موال من الشرق
أخبار متعلقة
 
.. في مارس عام 1930 سار غاندي على رأس 78 من حوارييه بمسافة 290 كيلومترا على أقدامه حيث توجد مناطق استخراج الملح من المحيط الهندي تسيطر عليه انجلترا وتناول المهاتما غاندي حفنة من ذلك الملح ونثرها في الهواء بحركة مسرحية ترمز لرفضه هيمنة الاحتلال على مقدرات بلاده وخيراتها ورفضه قوانين المستعمر الانجليزي. وفهم الهنود الاشارة وخرجوا في طرقات المدن الهندية يطالبون بالحرية وجلاء المستعمر.. نحن هنا في منطقة الشرق الأوسط لم نفهم الاشارة في الانتفاضة الاولى للفلسطينيين ولا في الانتفاضة الثانية.. لقد قدم اللصوص اليهود ليسرقوا الارض والشجر والحجر والبرتقال والزيتون.. لقد سرقوا جبالا وبحارا وانهارا ووطنا تمتد مساحته من الارض الى السماء ومنذ عام 48 حتى اليوم ونحن نحاول ان نفك رموز شفرة هذا السلب والنهب ولكننا وبكل الحزن لم نفهم.. وبعضنا حاول ان يفهم بطريقة اخرى.. اشترينا السلاح وبلغت صادرات امريكا من الاسلحة في القرن الماضي اكثر من تريليون دولار وباختصار أدق اشترت إيران فقط في عام 1973 بأكثر من 20180 مليون دولار اسلحة من أمريكا وارتفع هذا الرقم عام 1974 الى 427 مليون دولار وفي عام 1975 بلغت مشتريات ايران من الاسلحشة 2570 مليونا وتبعتها في عام 1976 بشراء معدات عسكرية بـ 1301 مليون دولار وتصاعدت هذه الارقام بعد هذا التاريخ الى أرقام مهولة لا يصدقها العقل.. هذه دولة واحدة في الشرق الاوسط وتأتي الدول العربية وكل منها على حدة بأرقام مذهلة لو صرفت على مشاريع التنمية في هذه البلدان لتحولت إلى أرقى بلدان الدنيا قاطبة هذا الانفاق المهول على السلاح ماذا أفادنا؟ فنحن لم نحرر الأرض ولم نوقف بطش اليهود ولا جبروتهم ولا أطماعهم وبقيت هذه الترسانات من الأسلحة في مخازنها تحت الارض وفوق الارض وبعضها أصابه العطب وبعضها أصبح يهددنا أكثر من ان يحمينا ولو تحولت هذه البنادق والمدافع الى سنابل من القمح لاستطاعت ان تحد من الفقر والجوع والتخلف في الوطن العربي.. باختصار أود أن أقول: لا المقاومة السلمية نفعت والتي انتهجها غاندي ذات يوم معنا نحن كعرب ولا اقتناء الاسلحة المتطورة نفع ايضا للحد من شهوة العدوان لدى اسرائيل.. ترى ما الطريق الصواب لبناء الوطن العربي.. أحد الظرفاء قال: كيف يمكننا ان نهزم اسرائيل ونحن لم نهزم الجشع والخوف والأنانية بعد في داخل صدورنا؟!.