على أية حال، مسألة المسؤولية في العمل الإعلامي أو التربوي والعلمي مسألة من الصعب التخلي عنها في مجتمع تنموى مثل مجتمعنا بحاجة للتنوير وتحرير الذهنية الشعبية من الانجراف وراء الخرافات والأمور الغامضةمن حولنا والتي تفوق استيعابنا الآدمي..وكون محطة فضائية تتبنى فكرة الأحلام وتحضر لها خبراء ضالعين في تفكيك الرموز وتحليل الغامض من المواقف والأحداث في بيئة الناس لديها قابلية للتأثر بكل ما هو مجهول أو غامض أو محزن أو مفرح في يومياتهم، ناهيك عن أن تقدم لهم خدمات اختصاصية في مجال الأحلام المثير جداً لدى كثيرين ممن جعلوا حياتهم رهناً لعالم الأحلام وخطرفات اليقظة والمنام ومسلسلات الهوى والأمنيات والهموم والإحباطات وهلم جرا.. الغريب بطبيعة الحال أننا في الوقت الذي نؤمن فيه بالقدر خيره وشره وأننا في هذا الكون ميسرون لما خلقنا له، تجد معظمنا يستسلم لاية خزعبلات لا يقرها لا عقل ولا منطقاً ولا حتى الدين.. الناس اليوم بحاجة ليعيشوا الواقع وبالأصح يتخلصوا من الأوهام ويواجهوا مشاكلهم بكل واقعية بدلاً من البحث عن التطيمنات المؤقتة وجرعات التهوين الكلامي والذي أصبح في متناول اليد وعلى الهواء.. وبصرف النظر عن تأهيل المفسرين ومدارسهم العلمية الضاربة، وبصرف النظر عن هلامية ومصداقية هذه التفاسير الهوائية، ماهي جدوى برنامج يطمن عزباء على مستقبلها الزواجي، أو يبشر مطلقة بالعودة لبعلها، أو يحذر حالمة من بنات جيرانهم اللي حاطين عيونهم على خطابها وهلم جرا.. وعلى فكرة معظم المحلمين ستات وفتيات عزباءات ومطلقات، ونقمة الأفراح والبشائر الطيبة شغالة إلا فيما ندر.. هذه فعلاً صرعة لا تنور المجتمع وإنما تقوده لنهايات ميتة للأسف.. الأسوأ هو ان كان مسؤولو المحطة على قناعة بفكرة وهدف البرنامج.. وأسوأ منها ان كان الهدف صناعة برنامج على غرار ما يطلبه الجمهور بصرف النظر عن الأضرار والنتائج اللأمسؤولة.. ويا الطاف الله وبس.