الانباء التي تتوالى من سوق الذهب بالمنطقة الشرقية تؤكد ما آلت اليه حالة السوق من مستوى كارثي حيث تفيد آخر هذه الانباء المتواترة على السنة مستثمرين ومتعاملين ومراقبين للسوق ان اكثر من 30 محلا قد اغلقت ابوابها وتحول اصحابها الى انواع اخرى من التجارة بسبب توقف حال سوق الذهب وحالة الركود العامة التي يعيشها وقلة السيولة التي تلزم التعامل وخاصة بالنسبة لسوق التجزئة.
ويشير تجار ذهب التقتهم (اليوم) في سوق الذهب بالدمام ان خسائر محلات الذهب كبيرة جدا بسبب تخوف الناس من الشراء نتيجة ظروف الازمة مع العراق واجواء الحرب المحيطة بالمنطقة - والتخوف من تداعيات الحاضر على الوضع المستقبلي في ظل وجود نوع من الضبابية على الآتي.
ويقول خبراء في صناعة وتجارة الذهب بالدمام ان الوضع الذي تعيشه سوق الذهب في الوقت الحاضر لم سبق له مثيل من اكثر من عقد من الزمان ويرى آخرون ان هذا الوضع تجاوز الحالة السيئة التي كان عليها اثناء حرب الخليج الثانية.
ويشير الخبراء ايضا الى ان ارتفاع اسعار الذهب في الوقت الراهن لم يسبق له مثيل منذ عقود من السنوات حيث ارتفع سعر الأونصة عن نفس الفترة من العام الماضي بنسبة 30 بالمائة واضافوا ان تخوف الناس من الشراء راجع اساسا الى احتمالات ان تنخفض الاسعار بشكل قياسي بعد فترة وجيزة من شرائهم بالاضافة الى قلة السيولة في ايدي الناس نتيجة عدة عوامل من بينها استثمار اموالهم في عدد من المؤسسات والمنشآت التي اعلنت الدولة عن تخصيصها عدا عن الحقائب الاستثمارية التي تعلن عنها البنوك ومؤسسات الاستثمار النظامية.
ويرى المراقبون اصلاح ان اوضاع سوق الذهب وحل مشاكله غير مرتبط بزمن محدد لأن بعض الاوضاع في السوق المحلية للذهب مرتبطة بالاوضاع العالمية منها ارتفاع الاسعار ولكن يمكن التخفيف من وطأة الكارثة على اصحاب محلات الذهب بصور مختلفة من بينها ايجاد نوع من التسهيلات الخاصة ومنها تسهيلات الاستثمار وتجميد التراخيص وتسهيل الحصول على التمويل والتخفيف من الاجراءات البيروقرطية لبعض الجهات التي تتعامل معها مصانع ومحلات الذهب وذلك لانقاذ صناعة الذهب المحلية ذات الصيت العريق التي تمتد جذورها الى اكثر من 350 سنة حتى اشتهر الذهب السعودي في العالم بانه الاصفى والانقى.. الامل كل الامل في تخفيف الضغوط عن المستثمرين في هذه الصناعة خاصة في الوقت الحاضر حيث دول العالم كافة تعمل للحفاظ على صناعاتها الوطنية حتى لا نندم في وقت لا ينفع فيه الندم.
