DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الرجل الذي لم يفقد توازنه بعد

الرجل الذي لم يفقد توازنه بعد

الرجل الذي لم يفقد توازنه بعد
أخبار متعلقة
 
العالم جميعه يرصد تحركاته، ويحلل تصريحاته، ولا لشيء سوى أنها تشكل حيزا من المساحة بين الحرب والسلام في منطقة ولا أهم من مناطق عالمنا المضطرب أصلا. ... هو دبلوماسي سويدي يبلغ من العمر (72) عاما قضاها متنقلا بين رحلته في طلب العلم من جهة، وبين المناصب التي تقلدها على المستويين الوطني، والدولي من جهة أخرى. ... بعد أن انهى الرجل دراسته الجامعية في بلده الأم (السويد) بدأ رحلته العملية متنقلا بين كل من الولايات المتحدة وانجلترا التي حصل منها على شهادة الدكتوارة في (القانون) من جامعة كامبردج. ... تحول الرجل إلى (موظف دولي) عندما شغل في العام 1981م منصب (المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية) ، وهو المنصب الذي احتفظ به حتى عام 1997م. ... على المستوى الشخصي يبدو الرجل هادئا،متزنا، لا يحاول ألا يعطي الأمور أكثر من وزنها الطبيعي وهو الأمر الذي يزعج البعض منه، وبالذات أولئك الذين يريدون منه أن يكون محترفا في إطلاق (التصريحات النارية) خدمة لأهدافهم. ... انه الدكتور هانز بليكس رئيس لجنة الرصد والتحقق والتفتيش (إنموفيك) منذ يناير عام 2000م والتي أوكل لها مهمة التفتيش على أسلحة الدمار الشامل في العراق بموجب القرار الدولي 1441. ... لم يكن العمل الذي اوكل للسيد (هانز بليكس) بالعمل الجديد عليه، فقد تطلب منه عمله السابق (كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية) بين أمور أخرى، مراقبة البرنامج النووي العراقي، وخلال ذلك الوقت تمكن نظام الرئيس العراقي صدام حسين من إخفاء برنامج متقدم لصنع أسلحة نووية عن الوكالة، وهي نقطة سجلت عليه بكل تأكيد. ... لم يبالغ الرجل كثيرا في وصف تلك الحادثة، ولم نره يطلق تلك العبارات الرنانة التي تهدد وتوعد العراق والعراقيين بل نراه يعلق بكل هدوء قائلا:(إنني قد تعلمت شيئا ما من تلك التجربة) وفي تصريح آخر له لصحيفة (جارديان) البريطانية يستطرد قائلا:(يصح القول ان وكالة الطاقة الذرية خدعت من قبل المسئولين العراقيين. لكننا تعلمنا من الدرس لأن عدم رؤية شيء ما أو عدم وجود ما يشير الى شيء ما، لا يعنيان، بصورة تلقائية، إنه لا وجود لأي شيء على الإطلاق).. ويقول في تصريح ثالث لمراسل الـ بي بي سي:( نحن لن نذهب للتحرش بالعراقيين أو إهانتهم تلك ليست غايتنا). ... لقد جاء اختيار (بليكس) لرئاسة لجنة الرصد والتحقق والتفتيش (إنموفيك) ليشكل أمامه تحديا آخر كان عليه أن يتقبله بروح التحدي، ومن خلال أسلوب هادىء طارحا خلفه كل تجربته السابقة الى درجة ان اتهامه يعير اهتماما أكثر مما ينبغي لعدم استفزاز المشاعر العراقية. ... فالمرشح البديل كان المرشح الأمريكي - البريطاني (رالف إكيوس) والذي رفضه مجلس الامن بعد احتجاج عدد من أعضائه الدائمين الذين هدد بعضهم باستخدام حق الفيتو في حالة الإصرار عليه من منظور انه يمثل صورة طبق الأصل غيرث باتلر الذي حامت حوله شبهات عديدة. ... أما السلف غرث باتلر فقد تميزت فترة رئاسته بانتقادات كثيرة طالت سمعته الشخصية بعد أن اتهم هو وأعضاء فريقه من قبل العراق بالتجسس لصالح أمريكا مما أدى الى إنهاء عمل اللجنة ككل بعد أن قام النظام العراقي بطرد المفتشين، مما أدى إلى تعطيل عمل اللجنة وبالتالي القرار الدولي الذي كان وراء مولد اللجنة ككل. أسلوب عمل فريق (بليكس) الذي اتهم بأنه (حريص جدا على مشاعر العراقيين) جعلت الأصوات تنطلق من هنا وهناك محذرة من انه قد يقع مجددا في حبائل (الخديعة العراقية!!!) كما حصل في السابق. ... من هنا كان على الرجل أن يتحمل (وبأعصاب فولاذية) سيلا من الاستجوابات التي لا هدف لها سوى تأجيج مشاعره تجاه العراقيين على أمل أن يجر إلى تصريح يترقبه البعض ليتخذ منه ذريعة لشن الحرب المرتقبة على العراق لا سيما بعد أن اعد للأمر عدته. ... فهذا توني بلير رئيس الوزراء البريطاني يعقد معه اجتماعا مطولا لبحث قضية العثور على ( احد عشر رأسا فارغا) في العراق لم يرد لها ذكر في التقرير العراقي الذي رفع لمجلس الأمن. ... وهذا وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد يستحث همم طاقمه للكشف عن الثغرات التي تضمنها التقرير العراقي على أمل وجود ثغرات قد تستخدم ذريعة للحرب بعد أن اعد هو وجنرالات حربه للحرب عدتها، وحشد جحافل جنوده التى غطت سماء وبحر وأرض في تظاهرة ولا اكبر من الحشود العسكرية ذات التقنية العالية جدا الجاهزة لتنفيذ الاهداف التي وضعها صانعوا قرار البيت الأبيض. ... ومع كل ذلك يبدو (هانز بليكس) ثابتا على فلسفته التي آمن بها منذ أن أعطى السيد كوفي عنان موافقته على رئاسته لجنة التفتيش. ... انه الرجل الذي يبدو الى الآن بصورة الرجل الذي لم يفقد توازنه بعد، فهل سيستمر على ذلك هذا هو السؤال الذي ستكشف عنه الأيام. دمتم وعلى الحب نلتقي.