تظاهر حوالي الفي امرأة أمس الاحد في صنعاء للمطالبة بالافراج عن عالم دين يمني معتقل في المانيا بحجة الاشتباه بعلاقته مع شبكة القاعدة. وتجمعت النساء أمام مقر السفارة الألمانية بحي حدة الدبلوماسي جنوب صنعاء وسط إجراءات أمنية مشددة ورفعن صورا للشيخ محمد علي المؤيد /54عاما/ ونسخا من القرآن0 وسلمت ممثلات عن المتظاهرات بيانا للسفير الالماني فرنر زمبرتش حذرن فيه من أن يؤدي اعتقال المؤيد إلى تأجيج الكراهية ضد الالمان في اليمن0 وجابت المتظاهرات اللاتي لبسن السواد شوارع العاصمة اليمنية رافعات لافتات تندد باعتقال امام المسجد الرئيسي في صنعاء في 10 يناير في فرانكفورت بغرب المانيا. وقد اعتقل المؤيد مع يحيى زياد الذي زعمت وسائل الاعلام الالمانية انه المسؤول المالي لتنظيم القاعدة. وتنفي اسرته هذه التهم مؤكدة ان الامام معروف بنشاطه الخيري. وهو يدير (مركز الاحسان) وهو جمعية خيرية في صنعاء.
وكتب على لافتات رفعتها المتظاهرات باللغتين العربية والانجليزية (اذا كان رجل البر ارهابيا فمرحبا بالارهاب) و(لا لتأجيج الكراهية ضد المسلمين.. لا للقرصنة الامريكية) و(اذا كان المؤيد ارهابيا وشارون رجل سلام فعلى الدنيا السلام) و(الارهاب الحقيقي هو الفقر واستفزاز الشعوب). وكانت الحكومة اليمنية قد طلبت من المانيا تسليمها اليمنيين المعتقلين حتى (يتم استجوابهما من قبل السلطات اليمنية المختصة بشأن الاتهامات الموجهة اليهما).
كما طلبت الولايات المتحدة من المانيا تسليمهما لها. وقال حزب الاصلاح أنه كلف محاميا ألمانيا بتقديم الدعم القانوني للمؤيد ومرافقه. وشاركت في المظاهرة، التي دعت لها هيئات حقوقية، ناشطات في مجال حقوق الانسان ومئات من نساء حي القادسية الذي يقيم فيه المؤيد ويقع فيه مقر (مركز الاحسان الخيري) الذي يديره وقال البيان (نحذر من أن تؤدي هذه الممارسات ضد العرب والمسلمين بحجة مكافحة الارهاب إلى إحراج التيارات الفكرية والدينية المعتدلة في المنطقة وتؤجج من تنامي شعبية تيار العنف). وجاء في البيان (نربأ بكم أن تتحولوا إلى شرطي ينفذ تعليمات دولة لا تحترم حقوق الانسان كالولايات المتحدة الامريكية وتقدمون على إجراءات كاعتقال شيخ مسن صحته سيئة نزل ضيفا لديكم). وأضاف البيان (إن الشعب اليمني يشعر بقيمة هذا الرجل وقيمة أمثاله من أهل اليمن ويرفض أن يتعرض أمثال هؤلاء الرجال لاي اعتداء أو إرهاب.. هل ترضى حكومة وشعب ألمانيا الاتحادية أن يعامل رعاياها بمثل هذه المعاملة).
وكان المؤيد قد سافر إلى فرانكفورت من صنعاء طلبا للعلاج من السكري والربو كما أفاد مقربون منه. غير أن تقريرا في صحيفة رسمية أشار إلى أن الشيخ استدرج إلى ألمانيا بواسطة يمني وأمريكي مسلم. وقالت صحيفة (26 سبتمبر) الصادرة عن وزارة الدفاع يوم الخميس الماضي ان مواطنا أمريكيا مسلما أبدى رغبة في تقديم تبرعات لصالح أعمال خيرية في اليمن وانه اشترط حضور المؤيد إلى الولايات المتحدة أو ألمانيا لتلقي الاموال شخصيا. وأضافت الصحيفة أن المؤيد التقى فعلا بالمتبرع المزعوم الذي عرفته باسمه الاول فقط، سعيد، في فرانكفورت و(سلمه دفتر شيكات قبل يومين من اعتقاله وأخبره أن بإمكانه أن يأخذ المبلغ الذي يحتاجه شهريا). وحسب التقريرالذي لم يشر إلى الجهة التي دبرت عملية الاستدراج المزعومة فإن يمنيا كان حلقة الوصل بين المؤيد والمتبرع الامريكي سافر إلى ألمانيا برفقة الامام ولكنه اختفى بعد أن جمع بينهما.
وطلبت اليمن رسميا من ألمانيا تسليمها المؤيد ومرافقه ووعدت بتقديمهما للمحاكمة إذا توفرت الادلة التي تدينهما. وذكرت مصادر رسمية أن اليمن تستند في مطالبتها بتسليم الرجلين إلى اتفاقية للتعاون القضائي وقعها البلدان في عام 1971. وحسب المصادر فإن تلك الاتفاقية تنص على عدم جواز تسليم أي من مواطني البلدين إلى بلد ثالث. ومن المتوقع أن يصل إلى صنعاء الاسبوع الحالي مسئول أمني ألماني رفيع لاجراء مباحثات مع المسئولين اليمنيين حول احتجاز المؤيد.