أخبار متعلقة
الدكتور عبد القادر فيدوح كاتب وناقد له حضوره في الساحة الثقافية , وهو ككثير من مجايليه النقاد اتسم بالتحول , فتنقل بين عدة مناهج , منطلقا من منهج التحليل النفسي إلى مناهج الحداثة و ما بعد الحداثة . ومع ذلك فهو يمتح من مرجعيات متنوعة , عربية وغربية , ويصر على أن يربط أطروحاته الحديثة بالتراث , فيتلمس في أطروحاته نقاط التماس بين الثقافة العربية الأصيلة والمدارس الغربية الحديث. صدر له كتاب ذائع الصيت بعنوان (الاتجاه النفسي في نقد الشعر العربي ) , كما تصل مؤلفاته في المناهج المختلفة إلى ثمانية, منها دلائلية النص الأدبي , والرؤيا والتأويل , والجمالية في الفكر العربي , وشعرية القص , وآخرها نظرية التأويل في الفلسفة العربية والإسلامية . (اليوم الثقافي) استضافه ليتحدث عن بعض القضايا الثقافية والأكاديمية , فكان هذا الحوار: @ بدأت بمنهج التحليل النفسي ، وألفت كتابا بعنوان (الاتجاه النفسي في نقد الشعر العربي ) ولقي شهرة واسعة حتى لا يكاد تخلو منه مكتبة عامة أو تجارية حدثنا عن هذه التجربة , وما سر هذا النجاح للكتاب ؟
ـ قبل ذلك ، دعني أشكر لكم فضلكم ، وتقديركم النبع الثقافي العربي الأصيل من مغربه إلى مشرقه الذي تجسده جريدتكم المتميزة (اليوم) في سياق أسبوعها الثقافي المثمّن . كما أرجو أن يكون لقاؤنا هذا مثمرا ونافعا.أما بخصوص الإجابة عن سؤالكم ، فقد كانت بداياتي الأولى موزعة بين أشتات ومجتمعات لاتجاهات نقدية ورؤى معرفية مختلفة، تضمنتها دراسات متنوعة كانت بمثابة البذور الأولى إلى أن تبلورت الرؤية بما يتناسب مع المنظور النفسي، لما فيه من استثارة للقارئ . وقد كنا نخبة من طلبة جامعة وهران من بينهم صديقي عبد الله العشي الذي يشغل وظيفة أستاذ النقد الأدبي في جامعة الإمام بالرياض، كنا نتحاور وننتقد معظم الدراسات التي كانت تتعامل مع النص في حدود العرض والتفسير، محاولين قدر المستطاع خلق بديل في حدود دائرتنا المعرفية يولد فينا روح التعامل مع النص ، إلى أن اتخذ كل منا سبيله إلى المنهج الذي يجد فيه نفسه ، فكنت ممن اختار المنهج النفسي ، اعتقادا مني أنه أحد الأساليب القادرة على توضيح طبيعة التجارب الفنية ، وجعل القارئ مبدعا مشركا من خلال التحليل الذي يحيلنا إلى باطن الوجدان. أما كون كتابي * الاتجاه النفسي في نقد الشعر العربي أخذ شهرة واسعة ، فهذا راجع إلى ذوق المتلقي ، الذي استطاع أن يستكشف المحصلة المبثوثة في ثنايا الكتاب والمتضمنة القدرات اللافتة لدى نقادنا القدامى في موضوع الاهتمام بالخلق الفني الذي تدعو إليه المدارس الحديثة في أعمق نظرياتها، ولعل من يتمعن في صحيفة بشر بن المعتمر يدرك ذلك . وقد يعتبر أحدنا اليوم أن ذلك من قبيل الموهبة الذاتية والقياس المطبوع بالذوق الفطري المبني على الأحكام النسبية ، لكن المتمعن في هذا الكتاب يجد ردا شافيا على مثل هذه المزاعم معتبرا الخوض في هذه التجربة طريق البحث عن النظرية التي بدأت إرهاصاتها من ابن سلام الجمحي ، مرورا بأشهر نقادنا القدامى . واسمح لي أن أغتنم الفرصة لأحيي كل متذوق للفن وإلى كل من أبدى بوجهة نظره حول محاولاتي النقدية ، وأثمن فيهم تقديرهم لمثل هذه المقاربة.
المناهج الحداثية @ وما أسباب تحولك من هذا المنهج إلى المناهج الحداثية ؟
ـ أعتقد أن مجهود الناقد ، والباحث بوجه عام يتلخص في فهم سؤال النص بما هو استشراف ، والنص إثارة السؤال ، وتحَفزٌ للمشاعر ، وما دام النص يغير مواقفه ومحطاته بحسب مقتضى الحال ، وينوّر ولا يطمئن لشكل أو نمط واحد ، فمن باب أولى أن يتجدد الباحث ، حتى لا يتبدّد ؛ معنى ذلك أن البحث استمرار لكينونة كل باحث بفضل الرغبة الجوهرية النابعة من أصالة الباحث وخصوصياته الثقافية والمعرفية. أضف إلى ذلك أن التمسك بمنهج معين لا يعني طلب اليقين عبر السياق الإجرائي لهذا المنهج أو ذاك ، بل ، أتصور أن منهجا ما ، وإلى فترة ما ، هو ما يضع كل يقين موضع سؤال ، وما دمت مثل غيري من الباحثين أحمل مشعل التواصل المعرفي العربي الأصيل فإني ملزم بالتحول رغبة في الاطمئنان على الإجابة عن سؤال راهننا الذي يتخفى ! بألوان وأصقاع من صراعات وتحولات جمة.
ما بعد الحداثة
@ بعد ذلك بدأت تعمل على مشروعك ما بعد الحداثي ، فهل أصبحت تحولات المناهج سمة النقاد المعاصرين ؟ ـ أعتقد أن الباحث أيا كان وفي أي زمان مدعاة للتطور والتطوير ، والرغبة في التحول عنده نابعة من نضجه المعرفي ، هذا إذا كان على صلة بما يستجد ، حرصا منه على مواكبة الركب وتسجيل المواقف حتى لا يعيش في عالم غير عالمه ، أما أن يكون الأمر عكس ذلك فإنه لا محالة يعيش على هامش الزمن ، وشقاء المثقف في مصدر هامشيته وغربته . صحيح أن الباحث ، والمثقف العربي بوجه عام في علاقة مهزوزة بالواقع ، وذات طبيعة استعلائية ، والأكثر من ذلك أنه أسير علاقة انبهار مع الآخر أيا كان، عدا مورثه الجمعي ، وهنا أشركك الرأي المتضمن رغبة النقاد في التحولات السريعة بالانتقال من منهج لآخر . لكن العيب ليس في التحول وإنما في القضاء على الروح الواعية المعرفية لضميرنا الجمعي بما يمت بصلة إلى أصالتنا وهويتنا الثقافية بفعل التحول . أضف إلى ذلك أن موضوع التحول ليس شهادة أو وثيقة مدونة نمنحها للباحث ، أو ينتزعها انتزاعا ، وإنما موضوع التحول يتضمن محتويات وعينا وخصوصيتنا ، هذا هو فعل التحول المراد لدى الباحث الذي تتشكل لديه الصورة من مخزون التجارب الإنسانية فتتبلور إلى وعيه ثم تأخذ مجراها في تأسيس تجربة خاصة به وفق نسقه الثقافي . أما ما كان عكس ذلك فيدخل ضمن سياق لعبة * زينون * الذي أنكر الحدوث والغير ، ظنا منه أن الأشياء لا تتغير ، في كل لحظة هي في مكان . وفي مثـل هذه الحال يكون الباحث والمثقف بوجه عام صاحب وظيفة !!!... وبما أن المعرفة ـ دوما ـ خلق جديد للإبداع ، واكتشاف المكونات فيه ، فالمبدع حتما متغير ، يرى نفسه في كل عصر ، ولما كانت المراحل متغيرة بسرعة البرق قياسا إلى الزمن الحضاري كان الباحث متغيرا طبقا لها. مشروع الغذامي
@ لك رأي في مشروع الغذامي النقد الثقافي يتسم بالرفض ما مرتكزات هذا الرفض ؟ ـ اسمح لي أن أستبدل كلمة تحفظ بمصطلح الرفض الذي نسبته إلي لأنه أكبر من أن يقال في حق ناقد أعطى الكثير لساحتنا الأدبية ، أضف إلى ذلك أنني لست من دعاة الرفض في أي مجال كان ، لذا يُفترض تجاوز القيمة المعيارية بإصدار الأحكام الجاهزة بخاصة إذا كانت في حق دارس مثل الغذامي حتى ولو أدى ذلك إلى اختلاف في الرأي بين الباحثين . من هنا يكون مصطلح الرفض خارج مكونات رصيدي الثقافي ، وكل ما في الأمر أنني تحفظت على بعض ما جاء به في مشروعه من وجهة نظر منهجية ، وقد ناقشته في هذا في مواقف عديدة . ولعل ما قلته يعزز ويثمن هذا المشروع الذي تصورته آنذاك يطرح معادلتين ، معادلة معرفية منهجية قائمة على إنتاج المعرفة ، ومعادلة نسقنا الثقافي المتشعرن . وبين هاتين الفرضيتين ـ ضمن المشروع ـ تعارض نسبي في تقديري من حيث إن المعرفة لا تعبر عن النسق الثقافي للمجتمع ، ولا تخدمه أحيانا ، أي أنها قد لا تكون ضمن الوعي الثقافي المنتشر داخل المجتمع في مسعاه الإنساني ، بينما تأتي الأنساق الثقافية لتطعيم المعرفة المنهجية وتغذيها ، وفي خضم هذه المفارقة جعل الغذامي المعادلة الثقافية بديلا للمعرفة النقدية المنهجية . أضف إلى ذلك أن العوامل الثقافية هي التي تقوم ببناء الجسر المطلوب بين التوجه العلمي وإنتاج المعرفة. ومن هنا فالنقد الثقافي لا يكون سليما في منظورنا إلا إذا انضبط بقواعد ضمن صيغ منهجية ، وهذه وجهة نظر بحاجة إلى تفصيل أكثر؛ ليس المجال هنا لتوضيحها . ويبقى السؤال المطروح: ما الذي أرادت تجربة النقد الثقافي أن تقدمه على صعيد صلة راهن النسق الثقافي بإرثه ؟ . وبالاختصار الدال ، وكل اختصار فيه تبسيط ، وكل تبسيط فيه تسطيح ، ان اللامقول في مشروع النقد الثقافي يكرس مقولة : * لا وعي الثقافي العربي آمر ، قطعي الحكم * امتثالا بمَضءرِب مقولة عبد الملك بن مروان : (من قال لي بعد مقالي هذا اتق الله ضربت عنقه)، في وقت تسعى فيه الدراسات الحديثة إلى المصالحة مع الموروث * والاعتراف به *، أي مزاوجة الأنا الجمعي براهن الأنا ، وهو المسعى الذي يرمي إليه كل باحث غيور على تراثه ، ويكون وجهه للأمام،مستثمرا الوجه الخلفي للضمير الجمعي بما نستشرف المستقبل .
الشعر السعودي
@ لك دراسات كثيرة تناولت الشعر العربي ، ولكنك مقل في دراسة الشعر الخليجي ، وبخاصة الشعر السعودي، لا سيما وأنك مطلع على المشهد الشعري السعودي عن كثب , فهل ترى أنه لا يرقى إلى الدراسة،.
ـ قد يبدو للقارئ أنني مقل في دراساتي عن أدب الخليج لكنك إذا أحصيت معي ما قمت بإنجازه أثناء تواجدي خلال الفترة الوجيزة في منطقة الخليج لغيرت موقفك ، فقد كانت لي دراستان مطولتان حول طرفة بن العبد ، الأولى صدرت في كتاب (القيم الفكرية والجمالية في شعر طرفة بن العيد) بمؤسسة الأيام في البحرين عام 1998 . والثانية عن الشاعر نفسه ضمن كتاب بالاشتراك " طرفة بن العبد "دراسات وأبحاث ملتقى البحرين" صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2000 .والثالثة صدرت في كتاب بالاشتراك تحت عنوان (القصيدة الحديثة في الخليج العربي) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2000 ، ودراسات أخرى مثل الدراسة الخاصة بالدكتور علوي الهاشمي ، وعبد الرحمن المعاودة ، وغير ذلك . والبقية تأتي بعون الله . والأهم من ذلك أنني بادرت بالإشراف على رسالة ماجستير عن الإيقاع في الشعر السعودي ، ورسالة أخرى عن غازي القصيبي على أمل أن يستأنف الطالب إنجاز هذا الموضوع . وهذا أكبر مؤشر على اهتمامي بواقع الساحة الأدبية في المنطقة .
فوضى المصطلحات
@ الساحة الثقافية عموما والساحة النقدية خصوصا تعانيان كثرة المصطلحات للمفهوم الواحد مما يربك الباحث المختص فضلا عن القارئ العادي فهل السبب في ذلك غرور النقاد الذين يرون أنهم أكثر معرفة ودقة في ترجمة المصطلحات ، أو أن هناك أسبابا أخرى ؟ وما الحل في رأيكم لهذه الإشكالية .؟ ـ لا يهم أن تتعدد المصطلحات ، بقدر ما يهم تطبيقها التطبيق الجيد والمفيد. قبل ذلك أرى أن راهن الثقافة العربية يعيش تحديات آلية من الآخر ، وهذا ما لم يستطع خطابنا المعرفي السائد تمثله بشكل جيد ، في جميع المجالات ، بدءا من استيراد " عود الكبريت " إلى استيراد المصطلح ، مرورا باستيراد الأفكار؛ لأن خطابنا للأسف الشديد قائم على التحايل " على الذات وعلى الآخر " ، وعلى التاريخ ، وعلى اللحظة الراهنة ، فعجز عن الإسهام في بلورة المفاهيم بما تخدم مصالحنا القطرية والقومية بالمنظور الأصيل على نحو ما كان عند قدمائنا الذين كيفوا ثقافة الآخر بمستويات حضارتهم . والحال أنه : متى كان المصطلح خارجا عن تموضع فعل الحدث ، في الواقع المشروط بهويتنا ، وعلى هامش موضوع السؤال ، نكون بعيدين كل البعد عن فعل الفكر الأصيل ، ونبقى نجتر فعل القول ، و! ما أكثر ما نجتره من أقوال ، ومن ضمنها المصطلحات التي نتبختر باجترارها كل لحظة .
تبعية متأخرة
@ هناك كثير ممن يتهم النقاد المعاصرين بالتبعية المتأخرة للنظريات الغربية ، فحين شاع المنهج النفسي في الغرب انتشر بعد مدة لدينا ، وكذلك مناهج الحداثة ، وما بعد الحداثة ، ألا ترى أن ذلك يجعل النقد العربي فاقدا الهوية من جهة ، ومتأخرا من جهة أخرى ؟. ـ عطفا على ما قلته سابقا ، فإن ما تفضلتم به صحيح إلى حد ما ، ولو نحن تأملنا في حقيقة الأمر بعمق فإنك تشاركني الرأي بأن جامعاتنا العربية ـ إلا ما ندر ـ تعيش غربة فكرية ، غربة علمية ، بل أكثر من ذلك ، غربة انتماء الوجود بما هو أصيل ، فلا غرابة إذن أن يكون الباحث ممزقا بين فيء واقع التخلف والتبعية ، ودفء احتضان التغير العشوائي . وهنا أستسمح المهتم بهذه القضية أن أعود به إلى الوراء قليلا إلى حيث البدايات الأولى لتكوين براعمنا الفتية التي زرعنا فيها بذور الحكم التقويمي بفعل إجراءات المنهج التلقيني على نحو ما قاله طه حسين من أن : الصبي منذ دخوله إلى المدرسة موجه للامتحان ، أكثر مما هو موجه للعلم ، مهيأ للامتحان أكثر مما هو مهيأ للحياة، وبحسب رأي طه حسين فإن الطالب العربي الذي يتخرج في الجامعة العربية اليوم هو أشبه ما يكون بالطائر الذي لا يقوى على الطيران، ويبحث عن النتيجة بمعزل عن الإجراءات التبريرية ، ومن ثم فهو طائر خشبي ، مسلوب الإرادة ، فكيف تريد من هذا الطائر أن يعزز هويته ويحافظ عليها بالقدر الذي حافظ عليها أسلافنا الذي صنعوا حضارة مازلنا نبكيها مثل " الأطفال" لم نحافظ عليها مثل الرجال .!!..
تعالي الأستاذية
@ عطفا على ماذكرت فإن هناك من يرجع ذلك إلى أساتذة الجامعات , حيث يفرضون مناهجهم النقدية على طلابهم ، فما موقفك أنت كأستاذ جامعي ؟ ألا ترى ذلك يحد من ابتكار الباحثين ويضعف البحث العلمي ؟ ـ هذه قناعة ـ مضارها أكثر من منافعها ـ وكل أستاذ بما هو عليه من قناعة ، لا تخصه إلا هو ، وقناعتي أن الأستاذ ليس من يستمع الطالب إلى إرشاده ، بل من يحوّل تلميذه بوجوده ، وهو الذي يخلق من الطالب أن يضع كل يقين موضع سؤال . وللأسف الشديد أن هذا النوع من الأساتذة الذي تتحدث عنه عائم على أذهان براعمنا الواعدة ، والمنتشرة في جامعاتنا العربية، والأكثر من ذلك أنهم لا يشجعون المبادرة العلمية ، والكل يعلم أن المبادرة العلمية رأسمال المخبر الجامعي ، والمحافظة على المبادرة ، ورعايتها ، وكيفية توجيهها التوجيه السليم ، وتشجيع التفكير في شأنها ، لا يعد مطلبا وطنيا ، أو قوميا ، بقدر ما هو مطلب حضاري ، ينمي القدرات اللازمة للتنمية الاجتماعية ، لذلك أتصور أن تشجيع مبادرات طلاب العلم والابتعاد عن تعالي الأستاذية أمر يدعو إلى تشجيع التساؤل الكشفي المعرفي.
وفي تجاوز الأستاذ سلطته الفقهية ما يعزز الحاجة الملحة للخدمة النفعية ، من منظور أن الطالب استثمار رابح في يد من يرشده ، غير أن الذي نراه هو أن الطالب مدفوع بوهم المعرفة السلطوية .
وهكذا يكون فرض منهج ما من أستاذ ما قد أدخل الحقل المعرفي في منفاه ، وأسكنه مرحلة اللغو ، وتبديد المبادرات والقدرات .
والحاصل أن طالب العلم في عصرنا ـ إلا ما ندر ـ جواب عن سؤال محدد فيصبح فكره في هذه الحال رهن المنفيين ، منفى سلطة الأستاذ ، ومنفى التبعية ، وهذا أكبر مرض مزمن تعيشه أمتنا، والأخطر من ذلك أنه معد. وهذا النوع من الأساتذة الذي يشرّع وراثة هذا المرض المعدي يعطل قيمة التغير النوعي للحقل المعرفي الذي من شأنه أن يفسح المجال للرؤية الكشفية، كما أن هذا النوع من الأساتذة لا يتجاوز طرح فكرة التلقين في ممارساتها المحَلحِلة لإنتاج الشهادة ؛ هذه الفكرة التي تحمل شعار (ليس في الإمكان أبدع مما كان)!!!...
د.فيدوح بين متوسطا أدونيس وقاسم حداد