تعتبر المملكة من أوائل الدول في العالم التي سارعت لتأييد قيام المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وانتسبت اليها على الفور لسببين رئيسيين يتمحور الأول في ان مبادىء العقيدة الإسلامية التي تتخذ منها المملكة منهاجا وحيدا لتحكيمه في كل شؤونها وأمورها تعلي مكانة الإنسان وتقدمه على سائر المخلوقات بحكم خلافته في الأرض لحرثها وعمارتها ويتمحور الآخر في ان المملكة كانت ولا تزال داعمة رئيسية لكل المنظمات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة الساعية الى خير البشرية وصلاحها ونزع فتائل التوتر في العديد من بؤرها والعمل على سيادة الحرية والمساواة والعدل بين كافة الشعوب والسعي لتحقيق الأمن والسلم الدوليين المنشودين, ومن ضمنها المنظمة الخاصة بالدفاع عن حقوق الإنسان وازاء ذلك فان من العبث بمكان ان تدعي بعض المنظمات والوسائل الإعلامية الغربية المغرضة ان المملكة تعد واحدة من الدول الأكثر قمعا للإنسان, ولا يخفى على أي مراقب ان وراء تلك الأراجيف آلة تحركها وهي معروفة بعدائها للإسلام والمسلمين, وعدائها الظاهر والباطن لكل ما هو عربي, فان كانت تلك الوسائل تحاول الصيد في الماء العكر مستغلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر الارهابية التي وقعت في الولايات المتحدة عام 2001م, وهذا هو الأرجح, فعقلاء العالم يدركون تماما ان ظاهرة الإرهاب لا دين لها ولا جنس ولا مكان, وان من غرر بهم من أبناء المملكة للضلوع في تلك الأعمال المشينة هم من ضعاف النفوس الذين جهلوا تماما تعاليم الإسلام وأهدافه وسماحته, وأولئك العقلاء يدركون في نفس الوقت ان المملكة سباقة دائما للدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان, وما تلك الأراجيف إلا زوبعة في فنجان بدليل ان زعماء العالم وعلى رأسهم فخامة الرئيس الأمريكي أكدوا دائما ان تلك الأقاويل لا تعبر إلا عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر حكوماتهم وشعوبهم, وقد شهد العالم ان المملكة لا تنتهك حقوق الإنسان, او تستخف بها, بل انها نادت ومازالت تنادي بصيانة الإنسان وحفظ كرامته وحريته وإعلاء شأنه في كل محفل.