في السنة الماضية وفي مثل هذه الأيام تماماً كنت في جولة مع أحد أصدقائي على كورنيش الخبر وكان الجو حاراً جداً والرطوبة واصلة إلي حدها ولكننا أبطال وأجسامنا تثبت للجميع أننا نتحمل الحر والبرد والرطوبة والسموم ( الهواء الساخن) يعني نشهد أربعة فصول في يوم واحد. المهم في الموضوع زميلي قال لي إن شاء الله في السنة القادمة أنا وانت نسافر إلي مكان فقلت له (الله يلحقنا خيرا باقي سنة) فضحك، وقال السنة كأنها يوم.. وبالفعل دارت الأيام وجاءت السنة الحالية وقدر لنا أن نمشي على نفس الكورنيش فقال لي: أتذكر العام الماضي يوم قلت لك سنسافر السنة القادمة وقلت لي (الله يلحقنا خير) الحمد لله. الله سبحانه وتعالي ألحقنا خيرا، ودارت السنة وكأنها يوم واحد، حينها بدأت أفكر هل من المعقول أن السنة تمر دون أن نشعر بها وهل حاسبنا أنفسنا ماذا قدمنا في هذه السنة وماذا أنتجنا وماذا عملنا في سنة كاملة مرت وأضيفت إلي تاريخ أعمارنا وكأنها يوم واحد ولكن في هذه السنة كم فقدنا من حبيب وصديق.. ودارت النقاشات والأحاديث حديث بعد آخر وكيف يجب علينا استغلال الوقت بدلاً من ضياعه دون فائدة وفي نهاية جولتنا الرياضية قلت لزميلي إن شاء الله في السنة القادمة نسافر إلي أي مكان فضحك وقال الله يلحقنا خيرا. وتذكر السنة بيوم واحد فقط. وتذكر أن السنة لا يحس بها إلا من سيدفع ايجار الشقة أو المنزل فهي تمر عليه كسرعة البرق.
الله يلحقنا معكم خيرا..