الفاضلة سوسن الشاعر المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يعتبر المقال الذي نشر بـ "اليوم" الأثنين الماضي انطلاقتك الشخصية نحو معالجة بعض ما ابتلينا به في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جدا من تخبط وعشوائية وارتجال في القرارات الاقتصادية خاصة. فكما تعلمين ويعلم كل عاقل ان الخطوة الاولى لعلاج اي داء هي التشخيص الصحيح لاعراض المرض ومن ثم التشاور على السبيل والادوات اللازمة لوقفة ثم شفائه باذن الله لذا فلك جزيل الشكر على ذلك التشخيص الدقيق لحالة اقتصادنا في المملكة ومايشكو من كثرة وتضارب القرارات بالرغم من التعميم في بعض المفردات . من هذه الزاوية اود ان اؤكد ان ماتطرقت اليه من تنافس الحكومات في (التسهيلات) و(الضمانات) هو امر جيد لكن ينقصه (الانظمة وتطبيقها) وتوفر (المعلومات والاحصائيات الموثقة) ليكتمل النصاب. من اسوأ ما نواجهه كقطاع خاص هو انعدام الثقة بالاوراق المالية من شيكات مصرفية او سندات او تحصيل مالي او تنفيذ احكام قضائية مميزة لتحصيل ديون قديمة او جديدة وهذا بدوره ساهم الى حد كبير في احجام رؤوس الاموال المهاجرة والاجنبية عن القدوم فمعلوم ان المستثمر الاجنبي لا يقدم على اي مشروع مالم يدرس مقدار المخاطرة التي سيواجهها وبحكم علاقتهم وتنظيمهم الجيد ومعرفتهم الدقيقة لاحوالنا يستطيع ان يدرك ان التحصيل والاحكام القضائية الخاصة به لدينا من اصعب الامور تنفيذا نظرا لتعاطف الجهاز التــنفيذي مع المدعى عليهم محليا .
اما الحصول على المعلومات ودقتها فحدثي ولا حرج فقد عاصرنا بزوغ شمس وزارات التخطيط في جميع الدول العربية تقريبا, ولم نر ايا منها يراجع خططه للاعوام السابقة ويقر بأن هناك اخطاء او حاجة الى مراجعة خطة مابسبب اختلاف النتائج عما توقعوه واقتراح تعديلات لانقاذ مايمكن انقاذه بل وجدناها كلها تصدر التقارير السنوية بافخر انواع التغليف والاضبارات والحروف المذهبة بارقام واحصاءات لا نعلم من اين جاءت او كيف احتسبت وليس لنا الا تصديق التقرير السنوي الذي لا يمكن ان يخطئ ثم بعد ان تظهر النتائج الفعلية على المدين المتوسط والطويل نفاجأ جميعا بالبطالة وسوء المناهج الدراسية وسوء (التخطيط الحضاري) للمدن وسوء مخرجات التعليم الجامعي والمهني وغيرها كثير وبسب سوء التدبير المذكور نمطر بقرارات ردود الفعل المرتجلة .
يدرك ولاة امرنا ـ حفظهم الله ـ ان الاحوال تغيرت كثيرا وان النقود لا تنبت على الاشجار وان الاقتصاد يجب ان يدار من قبل محترفين متمرسين في العمل وبالذات القطاع الخاص وان فترة التنظير والتحليل الاكاديمي للامور لم يعد العلاج الناجع لتنفيذ التوصيات باستعمال الاليات التي تناسب وضعنا الغريب في منطقتنا حاليا لقد آن الاوان لوضع القطاع الخاص في قمرة القيادة لكي ترسو سفينة الاصلاح على بر الامان باذن الله وكما قلت فان الاستثمارات اصبحت فعلا عروسا يخطب ودها الجميع فهل نفوز بها؟
وتقبلوا التحية والاحترام,, ودمتم,,,
عادل السحيمي
رئيس شركة ومحاضر متعاون
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن