DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حماية البيئة.. الإنجاز والمستقبل 3/3

حماية البيئة.. الإنجاز والمستقبل 3/3

حماية البيئة.. الإنجاز والمستقبل 3/3
أخبار متعلقة
 
سبحان الله القائل: (ولقد كرمنا بني آدم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء (70).. والقائل: (ألم تروا ان الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) لقمان (20) والقائل في محكم كتابه (هو أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها) هود (61) ليعمر الأرض بالعبادة.. والعمل.. والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.. والارض هي اليابسة.. والماء.. والسماء والهواء.. والنبات.. والحيوان وكل ما يتصل بمسمى البيئة ENVIRONMENT التي يعرفها العلماء بانها (الوسط او المجال المكاني الذي يعيش فيه الانسان بما يضم من ظواهر طبيعية وبشرية يتأثر بها ويؤثر فيها) واختصرها اول مؤتمر دولي للبيئة البشرية عقد في ستوكهولم عام 1972م بانها: (كل شيء يحيط بالإنسان). @ لقد كان الإسلام - قرآن.. وسنة - سباقا الى التنبيه بأهمية البيئة وما يتعلق بها من ثروات وموارد طبيعية.. والحفاظ عليها وصيانتها باعتبارها من النعم التي سخرها الله للإنسان.. والضرورات التي يحتاجها في حياته على الارض.. واعتبر اي انتهاك لها.. واستغلال غير مرشد من الافساد في الارض لقوله تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها) الاعراف (85).. وقوله سبحانه: (ولا تعثوا في الارض مفسدين) البقرة (60) لكون ذلك مخالفة صريحة تتعارض مع المصلحة العامة لان (المصلحة اصل شرعي تبنى عليه القواعد والاحكام لان فيها جلبا للنفع ودفعا للضرر وترتكز على امور خمسة: حفظ الدين.. والنفس.. والعقل.. والنسل.. والمال) والبيئة بل الحياة كلها تقوم على هذه الدعائم الخمس. @ ولقد ادركت الدول اهمية حماية البيئة والعناية بها فأدخلت على دساتيرها بنودا تنص على الحماية.. والصيانة.. والترشيد.. وشرعت الانظمة والقوانين اللازمة لذلك.. من هذه الدول المملكة حيث نصت المادة (32) من النظام الاساسي للحكم الصادر بالمرسوم الملكي رقم أ/92 في 27 شعبان 1412هـ على: (تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها) كما اصدرت النظام العام للبيئة واعداد لوائحه التي تغطي الجانبين التشريعي والتنفيذي انطلاقا من مسؤولياتها الدينية والسياسية والوطنية التي تستند على الشريعة الإسلامية واستخدام واع للموارد الطبيعية لتحسين نوعية الحياة وتوفير البيئة الخالية من التلوث والمحافظة على خصائصها الطبيعية دون تعارض مع خطط التنمية المتوازنة.. واحتياجات المستقبل والاجيال القادمة. @ ان التجاوزات البيئية في بلادنا بلغت حدا من الاستهتار لا يسمح بالسكوت عنه.. ومثلا لا حصرا فان اخطار النفايات الطبية التي تعتبر (قنابل موقوتة) لا تخفى على احد وعلى الرغم من ذلك فان بعض المنشآت الطبية العامة والخاصة لاتزال تستخدم الأساليب التقليدية للتخلص من النفايات الطبية التي عفى عليها الزمن كالدفن.. والحرق بدلا من استخدام التقنية الحديثة او الاستعانة بشركة متخصصة ومؤهلة لدى الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة في النقل والتخلص الآمن من النفايات الطبية ما يسبب أضرارا بيئية وبشرية لا تحمد عقباها والاخطر من ذلك - وله ظل في الواقع - ما اشار اليه د. محمد بن علي الزهراني, مدير عام الصحة الوقائية بوزارة الصحة, الباحث الرئيس في دراسة عن واقع نفايات الرعاية الصحية في المملكة من ان بعض المنشآت الطبية (تتخلص من نفاياتها عبر شبكات الصرف الصحي خاصة مع عدم وجود سجلات توضح طريقة التخلص) والخطورة هنا تتمثل في تدمير التلوث الكيميائي - اضافة الى مياه الصرف الصحي - للمياه السطحية ومن ثم الجوفية التي تشكل احد مصادر مياه الشرب. بل بلغ الاستخفاف عند بعض المنشآت الاحتفاظ بالنفايات الطبية لايام في مستودع المستشفى - كما حدث من احداها - واثارته احدى الصحف المحلية. @ وعلى الرغم من ان وزارة الصحة تشترط قبل الترخيص لمنشأة طبية او تجديد الترخيص ابرام عقد لنقل ومعالجة النفايات الطبية مع شركة سعودية مؤهلة ومصنفة.. ورقابتها الصارمة من خلال المديريات العامة للشؤون الصحية في المناطق الا ان بعض هذه المنشآت تلجأ دون اسباب موضوعية الى افتعال مشاكل مع الشركة للتهرب من استمرارية سريان العقد الى حين تجديد الرخصة للتعاقد من جديد مع شركة اخرى وهكذا دواليك, فضلا عن ان بعضها وفي استهتار لا يعبأ بالخطر يماطل في تسديد الاستحقاقات الشهرية للشركة المتعاقدة مقابل هذه الخدمة (لتطفيش) الشركة واجبارها على ايقاف خدمتها, كما لوحظ ان بعض هذه المنشآت تتعاقد مع مؤسسات لجمع النفايات العادية لتتولى دون ترخيص او تأهيل او امكانيات فنية مهام التخلص منها في (مكب) البلدية في تجاهل صارخ لسلامة البيئة والعاملين مع ان الوزارة لا تتهاون مع هذه المخالفات عند اكتشافها وتردعها بعقوبات نظامية. @ وما يحدث في المنشآت الطبية يحدث في الوقت نفسه بقصد.. وبدون قصد في المياه.. والصحاري.. والبحار.. والموارد الطبيعية عامة ما يؤدي الى الاخلال بالتوازن الطبيعي.. ويسبب التلوث الامر الذي يستدعي تنظيم علاقة الانسان بالبيئة بأساليب عملية.. وفعالة يأتي في مقدمتها ادراج التربية البيئية في صلب المنهج التعليمي العام.. كمقرر دراسي مستقل يختلف باختلاف مراحل التعليم ينطلق من التعريف بالتربية البيئية كما اقره المؤتمر الدراسي الخاص بالتربية البيئية الذي نظمته اليونسكو في مدينة جامي الفلندية عام 1974م والذي ينص على ان (التربية البيئية هي احدى وسائل تحقيق اهداف حماية البيئة لاتعتبر في حد ذاتها فرعا منفصلا عن العلم, او موضوعا مستقلا للدراسة ولكن يجب ان تؤخذ تبعا لمبدأ التكامل بين العلوم في اطار برنامج التربية مدى الحياة).. وكما جاء في ندوة بلجراد من ان التربية البيئية (هي ذلك النمط من التربية الذي يهدف الى تكوين جيل واع ومهتم بالبيئة.. وبالمشكلات البيئية المرتبطة بها.. ولديه من المعارف والقدرات العقلية والشعور بالالتزام ما يتيح له ان يمارس فرديا وجماعيا حل المشكلات القائمة وان يحول بينها وبين العودة الى الظهور).. وان يؤخذ في الاعتبار التعريف الذي اجمع عليه المشاركون في اجتماع هيئة برنامج الامم المتحدة للبيئة في باريس 1978م الذي ينص على ان (التربية البيئية هي العملية التعليمية التي تهدف الى تنمية وعي المواطنين بالبيئة والمشكلات المتعلقة بها وتزويدهم بالمعرفة والمهارات والاتجاهات وتحمل المسؤولية الفردية والجماعية تجاه حل المشكلات المعاصرة والعمل على منع ظهور مشكلات بيئية جديدة). @ ولاننا شعب مسلم له خصوصيته.. وثقافته فان بامكان المختصين في علوم الدين والبيئة.. والنفس.. والاجتماع.. والعلوم التعاون مع الجهات المسؤولة عن البيئة.. وحماية الحياة الفطرية وانمائها.. والتعليم.. والصحة.. والزراعة.. والمياه وغيرها من الجهات ذات العلاقة في اعداد مقررات تعليمية تبدأ من المراحل التمهيدية.. والروضة.. وتنتهي بمرحلتي التعليم العام.. والعالي.. تلحق بالمقررات الدراسية الاساسية الاخرى وتساويها في الاهمية.. ومن ثم ادخال البيئة ضمن النشاط المدرسي لاستثارة روح التنافس بين الطلاب في مجالات الكتابة.. والرسم.. والتصوير.. والرحلات مع وجود حوافز.. وجوائز تشجيعية لان ذلك من شأنه ان يحقق نتائج ايجابية تلتقي مع الاهداف العامة لسياسة وانظمة حماية البيئة في المملكة العربية السعودية تستمر طوال مراحل العمر.