حادثة الاعتداء على الجنود الاميركيين في الدوحة جريمة نكراء في حق الانسانية والاعراف والمواثيق وإثم يقترف بحق بالدين الاسلامي. فالجنود الاميركيون الذين تركوا اهلهم ونساءهم وديارهم وجاؤوا لتنفيذ معاهدة ابرمت معهم وباركها كل فرد كويتي يحب هذه الارض, وذاق نار التشرد والغزو والخوف على يد جار يدين بالاسلام وينتمي للعروبة. الاميركيون بيننا ضيوف واعرافنا وتقاليدنا تحتم علينا اكرام الضيف من منطلق الاسلام والعروبة ..لقد جاؤوا لإحقاق الحق وليزهقوا الباطل فلن يكون جزاؤهم منا اعتداء وقتلا.
نحن بحاجة للأميركان، ولو انهم تركونا (لا قدر الله) فلن تستطيع كل الدول العربية والاسلامية مجتمعة ان تصد عنا فلول صدام , لكننا في الكويت ندفن رؤوسنا في الرمال , او اننا مثل ذي الوجه الدميم الذي لايجد الشجاعة كي ينظر في المرآة, وذلك لاننا مستعدون لمؤازرة كل شعوب العالم, فندعو للتظاهرات تأييدا لحركات التحرر, ونقيم المهرجانات كي نشجب ونستنكر وندين الظلم الذي يتعرض له اي مخلوق على هذا الكوكب, بل لا نستحي من اللعب بالنباطة دعما لانتفاضة اهلنا في فلسطين. ولكن, لان القضية تهم الكويت , فلا احد يعير الامر اهتماما.. وانني اتساءل: اين التيارات على اختلاف افكارها وتوجهاتها من هذا الحدث المأساوي؟ اين الندوات والمهرجانات الخطابية لتوضيح موقف الشعب الكويتي الذي يعتبر الولايات المتحدة الصديق الاول.. نعم انها الصديق الاول حتى وان كانت لها مصالح عندنا , فالمصالح المشتركة مشروعة ومطلوبة في العصر الحالي, سواء كان ذلك على مستوى الافراد او المجتمعات او البلدان, ومن يدعي ان هناك حبا (خالصا) بيننا وبين غيرنا من الاشقاء والاصدقاء لاتحكمه المصالح فان ذلك مجرد كذب وافتراء.
ان لدينا معاهدات واتفاقات مع عدد من الدول غير الاسلامية, وذلك بهدف حمايتنا من جار السوء الذي يتربص بنا الدوائر,ولاضير في ذلك , فأنت تلجأ الى الشرطة حين يتمادى اخوك ويعتدي عليك.
وباختصار اقول: ان وجود الاميركان في بلادنا شرعي ومرحب به من قبل كل ابناء الكويت,وان لهم علينا حق الحماية لانهم بين ظهرانينا, وهذا مايوجبه ديننا الحنيف واخلاقنا العربية الفاضلة ويجب الا نسمح لشرذمة من شذاد الافاق ان يعكروا هذه الصفحة الناصعة من العلاقات بين بلدينا الصديقين. وانه من الانصاف ان نعترف بما قدمته اميركا للكويت , وهي مازالت تساند حق بلادنا في العيش الكريم الحر, وليعلم الجميع ان الصديق القوي خير من الاخ الضعيف, وهو بالتأكيد افضل من الشقيق الخائن الذي لايراعي حرمة ولايحترم عهدا او ميثاقا , وان الصديق الذي تجده معك في الشدة اشرف من الاخ الذي يجعل حياتك كلها شدة في شدة. انهم اصدقاؤنا الذين نعتز بصداقتهم , ونرحب بهم في بلدنا , رضيت الخفافيش ام لم ترض, اما موقف اميركا من بعض الدول العربية والاسلامية فان ذلك ناتج عن قناعات سياسية يؤمنون بها , ولا اظن ان بامكان رصاصة جبانة هنا, وانفجار غادر هناك ان يغير هذه القناعات. وختاما اقول للجندي الاميركي الصديق walcome in kuwait
السياسة الكويتية