أرسل لي أحد القراء نسخة من مقال للزميلة نورة الخاطر بعنوان (فلسفة الحب) كان قد نشر في المجلة العربية وطلب مني ان اعلق على ما جاء فيه وعلى الرغم من أن الزميلة نورة اجادت وكفت فيما سطرته عن الحب الا ان هذا الموضوع له طبيعة تتشكل وفقا لطبيعة كل منا. فالحب يشبهنا جميعا فان بدا منك اشبهك وان بدا من غيرك اشبههم تقول الزميلة نورة في مقالها (ومن الناس من يزعم انه يعرف الحب ولكنك عندما تبتليه تجده خالي الوفاض من كل معاني الانسانية التي هي في الحقيقة مقياس الحب ومسباره) واحسب ان هذا النوع من الناس هم الذين يكتفون بالحب كشعور فقط، انا احب وانتهى الامر سعيد طالما كانت المنغصات بعيدة. دافئ وودود طالما سارت الأمور كما يجب ولكن عندما تتطلب منه الحياة ان يترجم حبه الى فعل تجده فقيرا جدا او ربما بخيل والاسوأ ان تكتشف ان حبه معتل يفتقد العافية العاطفية وعندها يتحول ما حسبه حبا الى قنبلة موقوتة على دقات متسارعة من الانانية التي تلقي بظلالها على كل المعاني الجميلة والمفردات العذبة التي كان يتغنى بها.
يخطئ الكثيرون عندما يعتبرون الحب مجرد احساس غير ملموس أو لحظات شفافة تجللنا مع كلمة حلوة.
الحب ان وجد هو حياتك بكل تفاصيلها فانظر اليها لتعرف ماهية حبك لنفسك وللاخرين.
الحب كائن حي بنبضنا ودمائنا يتنفس من رئتينا ويشاركنا الضعف والقوة، الألم والسعادة. تابع ذاتك في يومك وانظر ماذا ترى في نفسك، وماذا ترى من حال حبك ابتداء من موطئ قدمك لحظة النهوض من النوم وحتى العودة الى مخدعك في المساء هناك على امتداد اليوم نعيش حالات شتى وتجتاحنا مشاعر شتى وننفعل ربما نصرخ او نبكي او نضحك. نتوقع فلا نجد ما توقعناه نأمل.. ننتظر.. نصفق.. نأكل.. نشرب.. نصلح من هيئتنا.. قف بعيدا وتأمل اين انت؟ وأين الحب؟ ستجده بلا شك يشبهك كثيرا. فمن انت؟ الاجابة قد تطول وتطول ولكن هل تملك كل الوقت لها. ثم هل تملك الوقت لتصحيحها لو اكتشفت انك اخطأت فيها.
كل شيء ممكن عندما تحب وتقرر وتنفذ.
