في ندوة حول حقوق الملكية الفكرية عقدت بالمجلس الاعلى للثقافة المصري قدمت جلين موروني رئيس فريق عمل مشروع المساعدة الفنية لحقوق الملكية الفكرية في مصر ـ تعريفا للقرصنة الخاصة بحقوق المؤلف بانها انتاج المصنف بطريقة غير مشروعة او نسخ او توزيع مصنفات تتمتع بحقوق المؤلف مثل تصوير الكتب ونسخ الافلام السينمائية وشرائط الموسيقى.
وقالت قد نتساءل هل لاحظنا تناقص عدد الافلام المنتجة سنويا في مصر بنفس حجم تزايد عرض افلام الفيديو؟ ان صناعة الافلام في الوقت الحاضر تعد من الاعمال التجارية التي تشكل مجازفة كبيرة، وفي الواقع فان كل اربعة من عشرة افلام تستعيد استثماراتها الاصلية وما انفق عليها مما يعني ان نحو 40 بالمائة من جميع الافلام تصبح خاسرة، واحد الامثلة الواضحة على تأثير القرصنة والتقليد على صناعة السينما فيلم (السادات) الذي عرضت منه نسخ فيديو مقلدة قبل بدء عرض الفيلم الاصلي في دور السينما بالقاهرة. واضافت موروني يحقق التعدي على حقوق المؤلف مكاسب كبيرة لا تسدد عنها الضرائب، مما يضرنا جميعا كمستهلكين فيما عدا الذين يقومون بالتقليد. ومن الاضرار الاخرى للنسخ ارتفاع اسعار النسخ الاصلية نتيجة قلة عدد المشترين لها واقبالهم على شراء النسخ المقلدة، ويستطيع مالكو حقوق المؤلف خفض الاسعار واسترداد استثماراتهم في حالة زيادة عدد المشترين للنسخ الاصلية، وغالبا ما يقل عدد المستهلكين الذين يقبلون على شراء نسخ اصلية عندما تتوافر نسخ اخرى مقلدة بالاسواق وبالاضافة الى ذلك فان انتشار النسخ المقلدة يحد من تشجيع الدافع لانتاج اعمال فنية متميزة، مما يؤدي بدوره الى تقييد المستهلك بعدد محدود من الخيارات والمستهلك الذي يقبل على شراء نسخ مقلدة لا يتلقى المقابل المناسب لما سدده من المال. والنسخ المقلدة من الافلام والاعمال الموسيقية غالبا ما تكون ذات مستوى ردىء وبرامج الحاسب الآلي المقلدة لا يوجد دعم فني لها اذا ما فشلت في اداء المهام التي انتجت من اجلها او ادت الى تدمير فيروس معين.
وكشفت موروني انه وفقا لبيان القرصنة للاتحاد الدولي للملكية الفكرية فان 35 بالمائة من شرائط الفيديو في السوق المصري و41 بالمائة من شرائط الموسيقى و53 بالمائة من برامج الحاسب الآلي نسخ مقلدة، وتصل خسائر الكتب الى بليون جنيه مصري، مما يعني ان نصف الاعمال الفنية الموجودة في السوق المصري ليست نسخا شرعية.
واشار د.جابر عصفور الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة الى ان القرصنة تمارس على الافلام المصرية في امريكا الشمالية وامريكا الجنوبية وافريقيا وعدد من الدول العربية فهناك مافيات تتجاوز الاقطار تتمثل في منظمات متعددة الجنسية في مجال القرصنة. واوضح المهندس وائل نوارة ان القرصنة تقتل الابداع وتضر بالاقتصاد والصناعة المحلية وفرص الاستثمار الاجنبي وتشوه صورة الدولة وتهدد الشرعية واحترام القانون وتقتطع من موارد الدولة. والقرصنة موجودة في كل مكان في العالم لكنها في امريكا تقتصر على طلبة الجامعات والمدارس اي ان القرصنة هناك تقتصر على المستوى المنزلي.