قالت احصائية ان الاستثمارات الكويتية في البوسنة هي الاكثر نجاحا من بين جميع الاستثمارات الاجنبية حتى الآن في هذا البلد التي تقطنه غالبية مسلمة.
واشارت الاحصائية التي وردت في التقرير السنوي للغرفة التجارية البوسنية الى ان الاستثمارات الكويتية تحتل المركز الاول في حجمها وتنوعها وفي المساهمة في اعادة بناء القاعدة الصناعية البوسنية خلافا للاستثمارات الاخرى التي تاتي غالبا في مشروعات استهلاكية وخدماتية.
ووصف التقرير الاستثمارات الكويتية عبر الهيئة العامة للاستثمار في مجمع الحديد والصلب البوسني بانه توجه استراتيجي بدأ يعطي ثماره واثبت جدواه الاقتصادية برغم تحفظات جهات هنا وهناك اعتبرت ان الاستثمار في مشاريع صناعية كبيرة مخاطرة كبيرة.
واكد ان مجمع الحديد والصلب الذي تملكه الهيئة العامة للاستثمار الكويتية مناصفة مع الحكومة البوسنية بدأ بتحقيق مردود ايجابي حيث بلغ انتاجه عام 2002 ما قيمته 60 مليون دولار جرى تصدير نصفها تقريبا الى الاسواق الاوروبية مما يعتبر امرا مشجعا في بلد خرج للتو من الحرب وكان حتى عهد قريب خاضعا لنظام اشتراكي متشدد.
واوضح ان الاهمية الاكبر لمجمع الحديد والصلب /زينتسا/ هو انه يشغل قرابة 3000 عامل بوسني هم من كوادر فنية ماهرة عملوا في هذا المجمع المعروف في الاوساط الصناعية الاوروبية كونه شيد في عهد الامبراطورية النمساوية في نهاية القرن الـ 19.
واكد التقرير ان دخول الكويت في مجال الاستثمار في البوسنة كان يستهدف في الدرجة الاولى دعم ومساعدة البوسنيين بغالبيتهم الاسلامية في اعادة بناء بلادهم لكن حسن الادارة في التنفيذ وبعد النظر في الاداء جعلته يعود بالفائدة على المستثمر الكويتي نفسه مما يشجع مستثمرين آخرين في الدخول في البوسنة خاصة من دول اوروبا الغربية. وقال التقرير ان الاستثمارات الكويتية ربما شجعت مجمع /كرايسلر داملير/ المعروف على وضع خطة للاستثمارات في البوسنة للسنوات العشر المقبلة بقيمة مليار دولار.
واشار التقرير الى ان النجاح الاستثماري الكويتي الآخر والمتمثل في /ابراج يونيس/ التي تعتبر اليوم اكبر واعلى مبان وسط العاصمة سراييفو وتشكل الرمز التجاري للمدينة. ويشمل المشروع اعادة بناء برجين كبيرين وملحقاتهما يقع كل منهما على ارتفاع 22 طابقا تم تاجيرهما كمكاتب لسفارات وبنوك وشركات تجارية عالمية معروفة. وامتدح التقرير الذي شارك في وضعه خبراء من الامم المتحدة الفريق الكويتي الذي يشرف من خلال الهيئة العامة للاستثمار على ادارة واداء المشاريع الاستثمارية ووصفه بانه على درجة عالية من الكفاءة والمهارة وحسن الاداء. وتوقع التقرير ان تحذو شركات وموسسات استثمارية اخرى حذو المستثمر الكويتي في الدخول الى الاسواق التجارية البوسنية التي اصبحت تستقطب الاهتمام لانها اصبحت اكثر دول البلقان استقرار بفضل الضمانات التي يقدمها الاتحاد الاوروبي من خلال حشد قوات امنية وعسكرية كافية لمنع اي خلل امني قد يعكر صفو الاستقرار في ذلك البلد الاوروبي ذي الغالبية المسلمة. واعتبر التقرير نسبة النمو الاقتصادي في البوسنة الاسرع قياسا بدول البلقان الاخرى لاسباب خارجية وداخلية اهمها الضمانات وعوامل التشجيع التي توفرها مؤسسات دولية كصندوق النقد الدولي الذي يشرف على ضمان استقرار العملة الوطنية وتقديم الحكومة الامريكية ضمانات مالية الى شركاتها الراغبة في الاستثمار في البوسنة اضافة الى عوامل اخرى. وانتقد التقرير ضمن امور اخرى البيروقراطية المحلية التي اعتبرها العائق الاكبر في عزوف مستثمرين متوقعا ان تستفيد الحكومة الجديدة التي جرى تشكيلها قبل ايام من اخطاء الحكومات السابقه ومطالبا البرلمان بالاسراع في سن قوانين واضحة وبسيطة هادفة جعل البوسنة منطقة جذب استثماري وتجاري وسياحي كبيرة.