السؤال ليس اميركا او ماذا تريد منا امريكا؟؟ السؤال ماذا نريد نحن؟! والمأزق ليس 11 سبتمبر ومابعد 11 سبتمبر انما مأزق التنمية وتحولاتها المتسارعة ماديا على حساب الجانب الفكري الذي ظل مرهونا بمسائل الوعي وفرض الظروف الجديدة لشروط استجابة من القاعدة الشعبية بمرور الوقت.. ماحدث في حرب الخليج الثانية وصولا للحادي عشر من سبتمبر لم يكن في حقيقته الا مجرد وميض خاطف لصورة عقلية مرتبطة متناقضة ولا تعيش واقعها الاجتماعي الحقيقي.. والسؤال التالي هو اذا كنا فعلا اليوم ندرك اننا امام مفترق صعب لوجودنا لهويتنا لوجهتنا, فما هو الممكن والمتاح لنا؟! الحوار والمكاشفة والشفافية في واقعنا الاجتماعي الراهن عبر الاعلام مؤسسات التربية ومنابر المساجد ومراكز الدراسات ومؤسسات التنشئة الاجتماعية وضمن سقوف المسئولية الاجتماعية لنا كمجتمع مسلم في القرن الحادي والعشرين لابد لنا من اجندة اولويات اجتماعية تتماشى مع واقعنا اليوم ومدعومة من الدولة لحسم العديد من القضايا التي ظلت معلقة والتشريع لها بقوة النظام طالما انها تحقق مصالحنا في الظروف الحالية والمستقبلية وتضيق مساحات الاخذ والرد فيها في الاوساط الشعبية التي جربنا لعقود قدرتها على تشكيل اتجاهات عامة تخدم الغالب الاعم والسائد في المجتمع اليوم.
واقعنا الاجتماعي بكل مافيه من ادوار للبني آدم وللمؤسسات لابد من اعادة النظر فيه من منطلق مسؤول يراعي حاجات اليوم ومستجدات الظرف دونما تفريط بالقيم الجوهرية والحقيقية للاسلام دونما مبالغة او تشدد وبما يخدم الامة.. المجاملة والتمويت والتجامل لاولويات واقع المجتمع ضريبتها اليوم عالية جدا في عصر الاعلام الالكتروني والاتصالات العابرة لكل التخوم والحدود.