قاربت الحملة الصيفية للتوعية ومحو الامية للعام الحالي التي تشرف عليها ادارة تعليم محافظة محايل عسير على الانتهاء بعد أن استمرت ستين يوما متواصلة أقيمت بقطاع البرك على ساحل البحر الاحمر بتهامة منطقة عسير وشهدت الحملة تفاعلا وحضورا كبيرين من الاهالى باختلاف فئاتهم العمرية الذين حضروا منذ اليوم الاول لانطلاق الحملة للاستفادة من جميع فعالياتها ودوراتها.
وتقع البرك جنوب غرب مدينة أبها وتبعد عنها نحو مائتين كيلو وهي ذات مناخ حار صيفا معتدل شتاء وتمتاز بالشواطئ الجميلة التى تكسوها اشجار الشورى وارضها تميل الى السهول المفتوحة وتخترقها عدة وديان من اشهرها راكة وعمق والنخل وقيلة وديما التى تحاذيها الجبال ويمارس اهلها صيد الاسماك والزراعة وبعض المهن الاخرى مثل البيع والشراء ورعي الاغنام.
وتابعت بعثة وكالة الانباء السعودية الحملة منذ انطلاقتها من موقع الحملة فى البرك وشاهدت على الطبيعة مدى الاقبال الكبير من الاهالى على الحملة والاستفادة منها وتفاعل المشرفين والمعلمين والمشاركين فيها من القطاعات الحكومية الاخرى لانجاحها وتحقيق اهدافها وتقديم الخدمات الثقافية والاجتماعية والصحية والزراعية لمن لم تمكنهم ظروفهم من الانتفاع بمثل هذه الخدمات اضافة الى تعليمهم مبادىء القراءة والكتابة والرفع من كفاءتهم الاجتماعية والثقافية والصحية وربطهم بالمجتمع المحيط بهم وتوعيتهم بذلك والاسهام فى انجاح مشروعات التوطين التى تقوم بها الدولة واجراء دراسات مختلفة على اوضاع المستهدفين من الدراسين. وقد بلغ عدد المشاركين فى هذه الحملة التى اقيمت فى خمسة مراكز فى البرك اكثر من 468 دارسا فى كل من الكدا والجمة والفيض والقرن الابيض والراكة.
وشارك فى الحملة عدد من القطاعات الحكومية منها وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ووزارة العمل والشئون الاجتماعية ووزارة الزراعة والمياة ووزارة الصحة كل فيما يخصها من اعمال تستهدف تحقيق اهداف الحملة التوعوية.
واشرف على الحملة عدد من المعلمين والمشرفين التربويين والمديرين التنفيذيين المختصين الذين قاموا بجولات ميدانية يومية للاطلاع عن كثب على سير العمل حيث درس الدارسون فى الحملة القرآن الكريم والحديث الشريف واللغة العربية والتوحيد والفقه والتجويد والرياضيات والقراءة والكتابة وبمعدل أربع ساعات يوميا تبدأ مساء كل يوم وذلك لمراعاة ظروف الدارسين واختيار الاوقات المناسبة لهم اضافة الى تنفيذ حلقات مفتوحة لحفظ كتاب الله الكريم صباحا ليلتحق بها كل من اراد ذلك. وقد تضمنت الحملة اضافة الى برامجها المقررة العديد من الدروس والمسابقات الدينية والثقافية والاجتماعية والتوعوية فى جيمع مراكز الحملة وتوزيع المساعدات العينية على الدارسين لتشجيعهم وحثهم على بذل الجهد فى تعلم ما ينفعهم ان شاء الله اضافة الى قيام المشرفين على الحملة بزيارات ميدانية الى مساكن المواطنين ومشاركتهم مناسباتهم وافراحهم وتقديم كل ما من شأنه مساعدتهم والعناية بهم. كما تضمنت الحملة اضافة الى الجانب التعليمى للدارسين تثقيف الدارسين صحيا وزراعيا وبيطريا حيث يوجد مختصون فى هذه المجالات يقيمون المحاضرات ويقومون بجولات ميدانية على تجمعات الدارسين ويقدمون لهم الخدمات المجانية والاستشارات المتخصصة.
يذكر ان هذه الحملة اقيمت بالتزامن مع عدد من الحملات المماثلة فى مناطق المملكة المختلفة.