عزيزي رئيس التحرير
(الحمدلله على قضائه وقدره)
يعجز اللسان احيانا ان يجد الكلمات وان وجدت فهي لن تفي الوالد حقه، مما يختلج في نفسي نحوه. كان رحمه الله القدوة الحسنة لي ولأخوتي جميعا بنين وبنات، وكان تعلقنا به كبيرا بكيناه بقلوبنا قبل عيوننا والحمدلله على قضائه وقدره..، عزاؤنا فيه انه خلف وراءه ابناء متمسكين بنهجه وقيمه واخلاقه.. كان محبا للجميع من الأقارب والاصدقاء، ومن يعرفه عن قرب يعرف انه كان انسانا خلوقا بشوشا مرحا يحب اهله كما يحب جماعته، أفنى بعضا من عمره في خدمة وطنه عندما كان عسكريا في قصر المربع ثم انتقل إلى ارامكو فترة من الوقت وبعدها ترك ارامكو والتحق بالعمل الحر ثم انتهى به المطاف موظفا في دار (اليوم) لعدد من السنين، حتى تقاعد وله ذكريات جميلة مع موظفيها وكل من عرفه عن قرب، واثناء مرضه اذكر عندما توفي الشيخ عبدالرحمن الحمين رحمه الله بكى وقال لي يا بني هؤلاء بمثابة اهلك وجماعتك ولي معهم ذكريات جميلة لا أنساها طوال حياتي، واذهب لتعزيتهم وانقل تعازي لهم جميعا، كما انه تألم كثيرا عند سماع خبر وفاة الشيخ حمد المبارك رحمه الله وأوصاني بالذهاب لهم وتعزية ابنائه.
الحمدلله ان والدي ترك خلفه محبة الناس في حياته وبعد مماته كان رحمه الله عفيف اللسان دمث الاخلاق رقيق الجانب للصغير قبل الكبير قوي الايمان بالله حتى في مرضه لم يترك فرضا من الفروض وحينما اشتد به المرض ودخل المستشفى بسبب ارتفاع السكر مما تسبب له في (غرغرينا) بقدمه اليمنى وقرر الاطباء بترها من الساق، رضي بقضاء الله وقدره، ووافق على البتر.
كان صبورا محتسبا الأجر عند الله، وعندما تعب في اخر أيامه قال يا ولدي الله الله بوالدتك واخواتك ولاتقاطع جماعتك وصل رحمك وكل من تحب فهم السند بعد الله.
والحمدلله ما خفف عنا ان كل من جاء للتعزية جاء محبا لوالدي بذكره الطيب وسيرته الحسنة بين من عرفوه.
مات قانعا راضيا بما يسره الله له في دنياه، ولم يكن حريصا على هذه الدنيا الفانية بقدر حرصه على ان يكون سالما من حقوق الناس، كما لم يترك ابناءه بعده على حاجة ولله الحمد.
وانني اسأل الله للجميع الصحة والعافية، والشكر لكل من واسانا ووقف بجانبنا أو اتصل بنا لتعزيتنا.
عبدالرحمن بن صالح المسعود