طورت شركة بوينج للطائرات التجارية عددا من التقنيات الجديدة للارتقاء بمستوى السلامة والامن في الطائرة وكفاءة المطارات والتغلب على بعض المشاكل الحالية.
وقالت الشركة خلال مؤتمر صحفي عقدته الاسبوع الماضي في دبي ان هذه التقنيات المتنوعة الجديدة ستتوافر امام الشركات المنتجة للطيران التجاري الاخرى والموردين والهيئات التنظيمية المختصة والشركات التي تتولى تطوير التقنيات الجديدة بما يسهم في توفير السلامة وتحسين الكفاءة في الاجواء الحقيقية للطيران المدني.
وتقوم بوينج حاليا بعرض ما اسمته مختبر التقنيات الطائر (تكنولوجي ديمونستريتور) على طائراتها من طراز 737 فقط حيث تم تجهيزها بشكل خاص لتكون حقل تجارب طائر.
واعلن كينيث هيبرت المدير الاقليمي لتسويق منتجات الطائرات التجارية هذه التقنيات الحديثة سيتم تطبيقها في جميع طائرات بوينج بحلول عام 2008، مشيرا إلى توافر 60بالمائة من نوعيات هذه التقنيات في الوقت الحالي وسيتم انتاج بقيتها في المستقبل وسيتم توفيرها لشركات الطيران حسب الطلب مشيرا إلى ان بامكان الشركات تأجيرها أو شرعها وفي هذه الحالة ستضاف قيمتها لسعر الطائرة الاساسي الذي لن يطرأ عليه أي تغيير. وخلال المؤتمر ذكر كينيث هيبرت ان مشروع انتاج طائرة سونيك كروز قائم ولم يتم الغاؤه، وقال: ان المشروع متجمد الآن لعدم وجود طلبات كثيرة على هذا النوع من الطائرات، كما ان الطرازات الحالية لـ (بوينج تلبي الاحتياجات). وعن التقنية الجديدة قال ان الشركة ستقدمها على طائراتها من فئة 737 فقط في الوقت الراهن الا انها ملتزمة بتوفير هذه القدرات الجديدة في كل الطائرات التي تنتجها الشركة حسب طلب المشترين.وقال ان الشركات التي تستخدم هذا النوع من الطرازات 737 هي شركات طيران الخليج والعمانية واليمنية لكن الامر الآن في طور التجارب لدى بوينج ولم يطلبه احد بالمنطقة حتى الآن.
وقال ان هذه التقنيات الحديثة تشتمل على عدد من العناصر هي:
ـ الارتفاع الهاديء: نظام طيران جديد يخفف من الضجيج بنسبة 50بالمائة ومن أعباء الطيارين لدى الاقلاع، من خلال تخفيض قوة الدفع أوتوماتيكيا فوق المناطق الحسَاسة للضجيج.
ـ عرض الموقف الأفقي: عرض يعزز السلامة من خلال إظهار مقطع أفقي لمسار رحلة الطائرة والاشارة إلى الأرض التي يجتازها المسار.
ـ مقاييس أداء الملاحة: نظام ملاحة يقلِص احتمالات تأخر مواعيد الرحلات ويزيد طاقة المجال الجوي من خلال السَماح للطائرة بالملاحة عبر مجال طيران أضيق بكثير مع تحقيق دقة مسار أكبر.
ـ نظام جي بيه إس للهبوط: نظام هبوط فائق الدقة يحدد الموقع عالمياً عبر الأقمار الصناعية، ويسمح باستخدام الطائرات للمطارات والمدارج الجديدة.
ـ نظام ملاحة الاقتراب المتكامل: نظام ملاحة يخفف أعباء الطيار والتدريب، من خلال سماحه لإجراءات اقتراب مشتركة، تقلصها من 18 إجراء معقدا إلى إجراء واحد فقط.
ـ العرض الرئسي: نظام يوسع القدرات التشغيلية ويعزز السلامة من خلال تزويد الطيار بمعلومات متوافقة عن مسار الرحلة.
ـ نظام التوجيه السطحي: نظام يزود الطيارين برؤية دقيقة وواضحة للعقبات وحركة المرور ليلاً أو في حالات الرؤية المنخفضة.
ـ نظام الرؤية الصناعي: نظام يوفر صورة مولدة عن طريق الكمبيوتر عن العالم الخارجي، لتحديد ممرات سهلة للإقلاع، الهبوط أو التحرك داخل المطار.
ـ نظام الارتفاع الهادئ (كيو سي إس): يواصل تخفيض ضجيج المطارات ، حيث تسعى السلطات المحلية وسلطات الطيران المدني إلى وضع معايير لإجراءات تخفيض الضجيج.
ويقوم نظام الارتفاع الهادئ (كيو سي إس) بتقديم مساعدة مباشرة بتلبية تلك الاحتياجات. ويقوم النظام بتخفيض قوة دفع المحرك أوتوماتيكياً للمحافظة على زاوية صعود وسرعة طيران آمنين، في الوقت الذي يخفف فيه من الأعباء المترتبة على الطيار ويخفض مستويات ضجيج الطائرة حول المطار.
ـ نظام عرض الموقف الأفقي (فيه إس دي): يعمل نظام عرض الموقف الأفقي (فيه إس دي) مع الأنظمة الموجودة حالياً في الطائرات، لتزويد الطيارين بصورة جانبية أو مقطعية لموقع الطائرة ومسار الرحلة المقرر بالنسبة للأرض. ومع توفير الصورة المولدة عن طريق الكمبيوتر، يستطيع طاقم الطائرة تحديد مدى ضرورة تصحيح المسار والتحكم به.
وقال ان مقاييس أداء الملاحة "إم بى إس" توفر مؤشرات بيانية عن وضعية الطائرة العمودية والأفقية بالنسبة لمسار الرحلة المطلوب، وفقاً لما يحدده كمبيوتر إدارة الرحلة "إف إم سي".
وتقوم صورة إم بيه إس بمقارنة تلك المقاييس ومدى تحرك الطائرة ضمن المسار المحدد، في عملية لم تكن متوافرة عبر التكنولوجيا السابقة، لكنها أصبحت متوافرة بسهولة من خلال نظام مقاييس أداء الملاحة، وسيؤدي ذلك إلى الاقتراب من المطارات بطريقة أكثر أماناً وأفضل وتعزز طاقة المطار الاستيعابية، كما تخفف تأخير مواعيد الرحلات من خلال تحسين المعرفة بالموقع ورفع درجة وعي طاقم الطائرة.
كما يعتبر نظام ملاحة الاقتراب المتكامل، تحسيناً للنظام الحالي الكمبيوتري لزيادة قدرات الاقتراب عبر النظام الحالي الكمبيوتري لإدارة الرحلات، حيث يوفر نفس الإرشاد حول الانحراف العمودي والأفقي، الذي يراه طاقم الطائرة من خلال نظام الهبوط اليدوي (آي إل إس)، وتتوافر هذه المعلومات لكل إجراءات الإقلاع والهبوط، وتؤدي إلى زيادة عنصر الأمان من خلال توفير هبوط مستقر ومتوازن، إضافة إلى تخفيض مستويات الضجيج وانبعاثات الغازات الناجمة عن الحاجة إلى قوة دفع أقل.
أما نظام جي بي إس للهبوط (جي إل إس)، فهو نظام هبوط بمساعدة الأقمار الصناعية، يستخدم تحديد الموقع الأرضي لتوفير بيانات تعزز دقة وتوافر وصحة عمليات الاقتراب الدقيق. كما يسمح نظام جي إل إس بملاحة أكثر دقة ومرونة في منطقة المطار بالنسبة لإجراءات الوصول/ المغادرة والاقتراب الخاطئ.
ويعتبر نظام العرض الرأسي العلوي (إتش يو دي)، نظاماً إلكترونياً وبصرياً يعرض تشكيلة كبيرة من معلومات الرحلة عبر شاشة زجاجية شفافة موجودة أمام الطيار.
ويتكامل نظام التوجيه السطحي إس جي إس مع نظام العرض الرأسي العلوي إتش يو دي أو العرض الرأسي السفلي إتش دي دي، لتوفير المساعدة في تحديد مسالك أرضية قياسية معتمدة مسبقاً بين مبنى الركاب والمدرج.
أما نظام الرؤية المعزز "إي فيه إس"، فهو يستخدم مستشعرات عاملة بالأشعة تحت الحمراء تزود الطيارين بصور محسنة ومطابقة للزمن الحقيقي عن أرض المطار، المدارج، ممرات التحرك، الطائرات الأخرى والعقبات الأخرى المحتملة التي قد يتعذر مشاهدتها في الظلام أو في حالات الرؤية الصعبة . ترصد مستشعرات إي فيه إس العاملة بالأشعة تحت الحمراء، الفروقات الصغيرة بين درجات حرارة الأجسام البعيدة وتضاريس الأرض.
يعالج النظام معطيات الحرارة المختلفة بشكل إلكتروني، ليوفر (صورة فيديو حرارية) للمشهد الموجود أمام الطائرة، ثم يعرض الصورة عبر جهاز العرض الرأسي المدمج أو جهاز العرض الرأسي المنخفض المتوالف مع الفيديو.
كما يدعم نظام إي في إس عمليات الطيران الليلي ويمكن استخدامه في حالات معينة للرؤية المنخفضة، مثل الضباب، الشابورة والمطر، وذلك بغية تعزيز السلامة من خلال تفادي العقبات الأرضية والطائرات الأخرى الموجودة في أرض المطار.
ويعتبر نظام الرؤية الصناعية (إس في إس)، مفهوماً اختبارياً يستخدم قاعدة بيانات موجودة في كمبيوتر الطائرة عن مساحة كبيرة جداً من الأرض، ولدى تكامل هذا النظام مع المعلومات الخاصة بالموقع الدقيق للطائرات، اتجاهها، ارتفاعها وموقفها، يولد نظام إس في إس صوراً كمبيوترية في الزمن الحقيقي للأرض التي تواجه الطائرة ويعرض تلك الصور في جهاز عرض رأسي منخفض (إتش دي دي).