يظن بعض الاخوة ان الدراسة الجارية لاوضاع الرياضة السعودية عمل سحري يمكن ان يتبلور بهذه السريعة.. او يفترض ان يكون الامر كذلك منذ وقت، وان نتائجها على وشك ان تكون في ذمة النشر...!
بهذه البساطة؟!.. هكذا تتراءى في بعض العيون مطالع المشاريع وكأنها الاخرى جزء من عالم الوجبات السريعة!.. هناك فعلا من يرى حتى بشكل عام ان معالجة اي شأن من الشئون العامة فضلا عن الخاصة يجب ان تكون بنتائجها دائما في متناول المارة على ذات الايقاع السريع الذي يتناولون به طعامهم عبر نوافذ السيارات في مطاعم الوجبات السريعة!..
ما اطول ما نحتاجه من الصبر!، وأي قيمة غذائية ترجى لمعالجات من ذلك النوع تسلق سلقا؟!.. اما من جهة ثانية.. فليس سهلا التصدي لمشروع بحجم مشروع دراسة ضخمة على هذا المستوى الواسع اعتمادا على جهود فئة محدودة من المعنيين، حتى وان كانوا مؤهلين اكفاء.. غير ان الاخذ بالرأي الذي يطالب بتوسيع قاعدة المعتمد عليهم لانجاز المشروع يواجه مخاطر جمة.. بين تحديات الوقت وضبط دفة العمل وحث الجهود ودفعها باتجاه واحد في اطار زمني محدد، وبين متاهات البحث والدخول في مدارات ضبابية وربما التعرض لحالات من التراخي والارتكاس في دوامة اللجان وعاداتها البيروقراطية!..
الناس تنتظر، والواقع الرياضي بحاجة الى القرار، والاهداف تتطلب فعاليات ادارية متزامنة.. وهي فرصة مثلى لكسب نقلة نوعية ايجابية شاملة في ظل قرار رسمي يفتح آفاقا واسعة للعمل والتغيير نحو الافضل فيما يثير النخبة هاجس ان التفريط فيها كمناسبة ثمينة لصيانة فرص المستقبل ومكاسب الماضي وسد وقع مما قد يصدم المجتمع الرياضي من نتائج دفعته الى حالة استبدت به فيها دوامة من الفراغ!..
تعاطف الى جانب المتعاطفين مع كل من اوكلت اليهم المهمة بحذافيرها، وهي وان كانت في ظاهرها ثقة ذات وزن يعتز بها وبوزنها.. الا انها مسئولية ثقيلة بتبعاتها.. وحجم المهمة يستدعي الاتجاه الى توسيع عدة المشاركة بين الجانبين الاداري والفني لتقليل العبء، وتعزيز الجهود، واستقطاب أشمل للرؤى والافكار والخبرات، وتحري احدى النتائج الممكنة في ظل اجواء من الثقة والانفتاح والشفافية وسيادة روح المسئولية العامة، والحد من فرص الوقوع في الاخطاء.. غير ان هذا يستدعي في نفس الوقت استنفار قدرة ادارية رياضية استثنائية لقيادة كل هذه الجهود في مسار آمن ضمن اطار زمني دقيق ليحقق المشروع اهدافه وغاياته!..
صحيح ليست بالسرعة التي يتصورها البسطاء الذين اخذت تظهر هتافاتهم في الصحف ويتصورها من قد يتأثر برأيهم.. ولكن ايضا في المقابل ليس على النقيض المريح!..
تلك القدرة الادارية بين الطرفين.. ليست في هذا أمل صانع القرار فقط.. بل وامل القاعدة الشبابية والرياضية التي تنتظر واقعا امثل للمساهمة في صناعة مستقبل واعد من فرصة تاريخية مواتية كهذه.
ملاحظة!
مع ان روماتيزم اللجان قد ينشأ فجأة ليتحول الى اشكال مزمن.. الا ان سياسة التقرير السريع ليست صحية دائما.. خاصة في نظام وضع كامل الدسم.. وبالاخص اذا ثبت وجود شرايين قابلة للتصلب من جديد!