"ما الذي يجعل الفرد يستبيح حق المجتمع في المجتمع الشرقي؟ لان المجتمع استباح حق الفرد.."
مقولة لا انساها للدكتور احمد زكي رغم الانيميا الحادة التي تعانيها ذاكرتي. المجتمعات المتقدمة يقل فيها الفساد الوظيفي, ويقل فيها تخريب المنشآت العامة, ولا يخطو احد على جدار احد في غالب الاحوال.. ونرى ضبط الوقت هذا الذي لانضبطه ابدا لافي وظائفنا ولا في علاقتنا.
الحق على المجتمع, والمجتمع هنا يجب الا يكون كلمة عائمة او معنى طافحا. المجتمع هو الدولة وهو الناس وهو الهيئات في المجتمعات المتقدمة هناك ضبط دقيق لحق الفرد ولاحترام كينونته وصيانة كرامته, وهناك شفافية كاملة في الحقوق وشفافية كاملة في المطالبة في الحقوق للفرد, يولد الفرد وباقة حقوقه في مهده. هذه الحقوق تجعله مؤهلا للنضج العام الذي يجعله راضيا في العموم على تعنصره داخل المركب الاجتماعي مندمجا منسجما فلا يفسد على نفسه هذا الاندماج ولا هذا الانسجام في افساد وتخريب والتعدي على مجتمعه ولدي مرجع واضح وقريب في احترام الوقت الانتاجي (على سبيل المثال) هو (الصيتي).
(الصيتي) لمن لم يعش في ضواحي العمل بقطاعات ارامكو الكبيرة هو الصافرة العملاقة التي تعلن بصوت يملأ الفضاء بان وقت العمل (الدوام) قد حان, وتعلن ان وقت الانصراف قد حان.
كان مجتمع ارامكو يدعو بصرامة الى الالتزام بالوقت ولذا كان الصيتي دليلا يملأ الآذان بالدخول الجماعي والانصراف الجماعي.. مجتمع عمل عادل دقيق للجميع في ساعات العمل المكتملة فلا يترك لمزاج فردي يتعدى على وقت المجتمع الانتاجي.. سبق ذلك بيئة تتيح ذلك علمت الموظف انه مكفول الحق بالكامل مادام ملتزما بالكامل.. كان مجتمع ارامكو يكفل حقوقا فردية في الصحة والتعليم والمعاش.. وكان لموظف ارامكو ان يكون مندمجا في مجتمع عمله حتى لا يفسد على نفسه ومجتمعه..
ويقوم النظام الاسلامي على تراتب دقيق في كفالة حق الفرد لذا كان التراص الاجتماعي في ايامنا المشرقة بازغا. ولكن لما يضيع حق الفرد فالفرد سيضيع حق المجتمع اينك ايها الصيتي؟
