تشكل شخصية الطفل وتنمو وتتطور باستمرار من خلال البيئة الجغرافية والوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه, فالطفل الذي يعيش في مناخ اجتماعي تسوده الالفة والمحبة ويستشعر الود والحنان من خلال تلبية حاجاته الفسيولوجية والنفسية ينمو ويتطور اجتماعيا بشكل يفوق غيره من الاطفال الذين لا تلبي لهم هذه الاحتياجات, وهذا التطور والنمو عملية متسلسلة ومتواصلة تمر من مرحلة الى اخرى حتى يشعر الطفل بالاحساس بكيانه والقدرة على خدمة نفسه وقضاء حاجاته اليومية, وكلما ازدادت ثقته بنفسه كان هذا مؤشرا للمناخ العاطفي الصحي الذي يتمتع به والذي يحيطه به الكبار.
وعندما يدخل الطفل الحضانة او المدرسة يكون قد تكون لديه عدد من المفاهيم والقيم التي تعلمها في المنزل طيلة ثلاث سنوات كغسل اليدين قبل الاكل, او الحرص على النظافة العامة والخاصة, والحرص على نظافة المكان من التزام بعدم القاء الاوراق او القمامة هنا وهناك او عدم تناول اطعمة مكشوفة او عرضة للتلوث وغيرها من المفاهيم والقيم التي بذل الاباء والامهات جهدا لترسيخها في ذهن الطفل, وهنا قد يصطدم ببعض السلبيات من بعض الاطفال الاخرين الذين لايلقون لمثل هذه الامور بالا, وينبغي على المعلم في هذه الحالة ان ينبه الى صحة وضرورة الالتزام بالنظافة فيكون هذا السلوك متطابقا مع ما تعلمه من سلوك في المنزل, فلا يخلق هذا التناقض في التصرفات لديه شعورا بالاحباط وما ينعكس عليه من نتائج سلبية كالصراع النفسي الداخلي الذي يصيب بعض الاطفال نتيجة لاختلاف وجهات النظر المتعددة امام امور يقينية اقتنع بها على مدار اعوام.
اما الطفل الذي ينشأ في بيئة يسيطر على افرادها بعض مظاهر حب النفس والانانية, دون تقدير لمشاعر الاخرين واحتياجاتهم, دون مساعدة او مد يد العون للمحتاجين, يكتسب هذه الصفة وينشأ انانيا لا يحب الا مصلحته, وتصحب هذه الصفات صفة اخرى وهي العناد, ومن هنا فان تنبيه الاطفال الذين يقدمون على فعل اشياء من هذا القبيل ينبغي ان يتم باساليب تربوية ولائقة من قبل المعلمين في الفصل من خلال التنبية بالحسنى ومن خلال عرضهم لافلام تعليمية تربوية هادفة, يكون ابطالها من الاطفال في اعمار هذه الفئات يقومون باعمال ايجابية كالتعاون في زرع فسيلة او نظافة مكان اللعب او ترتيب الحاجات او مساعدة المحتاجين بما لا يرهقهم, فتشحذ هذه الافلام والمشاهد في نفوس هؤلاء الخاملين الغيرة فيكتسبون مثل هذه القيم والمفاهيم التي يمكن ان تترك اثرا بالغ الاهمية في نفوسهم مستقبلا.