DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لأجل الآخر تنازلات بلا حدود "2/1"

لأجل الآخر تنازلات بلا حدود "2/1"

لأجل الآخر تنازلات بلا حدود "2/1"
أخبار متعلقة
 
في وقت تمارس القوى العالمية المعادية للإسلام ألوانا من الابتزاز السياسي.. والاقتصادي.. والعمل دون كلل او ملل على تركيع هذه الأمة.. والتخلي عن ثوابتها وخصوصيتها.. وانتزاع اعتراف بان الإسلام دين فقط.. وليس دينا ودولة.. وتشويه الذات الإسلامية.. والمجتمع الإسلامي.. وتهميش كل الدول الإسلامية وصوغ هويات لكل الشعوب.. وتنمية روح الكراهية والعداء والاستعلاء ضد الاسلام المسلمين التي ازداد اوارها وكشفت عن وجهها القبيح على كل المستويات في أعقاب قارعة سبتمبر.. وبينما تجيش الجيوش لابتلاع دولة عربية بكل مقوماتها الإنسانية والاقتصادية.. وفي وقت تجهد حكوماتنا ومؤسساتنا الدينية والثقافية والإعلامية في التعريف بالإسلام والتصدي لحملات التضليل والكراهية.. وبينما يتراجع بعض المفكرين والسياسيين والمثقفين في الغرب عن بعض المفاهيم المعلبة.. كما حدث في تسعة من أصل 60 مثقفا أمريكيا وقعوا رسالة الى العالم الإسلامي بعنوان: (علي أي أساس نقاتل) من بينهم (فرانسيس فوكاياما) استاذ الاقتصاد السياسي الدولي بجامعة (جونز هولكنز) وصاحب كتاب (نهاية التاريخ) الذي يؤكد ان الحضارة الغربية سوف تكتسح العالم لتسجل نهاية التاريخ.. الذين تراجعوا عما سموه في رسالتهم (المبررات الأخلاقية للحرب الأمريكية ضد الإرهاب).. ودعوتهم الى ابعاد الدين عن الحياة بحجة ان المرجعية الدينية تقود الى الصدام بين الحضارات بعد ان اعلن هؤلاء التسعة معارضتهم لاحقية أمريكا في شن ضربات عسكرية استباقية وانتقائية في العالم ـ حسب ما جاء في الرسالة ـ وفق ما تعتقد واشنطن خطرا على مصالحها الاستراتيجية.. واعتبروا ان ذلك لا يدخل في مفهوم الحرب العادلة. @ في هذا الوقت بالذات يطلع علينا بعض (المفكرين) العرب (المنفتحين) بطروحات متهافته لا تتفق او تتسق مع الثوابت الإيمانية للأمة للتقرب من (الآخر) وهو تحديدا الغرب!! وكأن الإسلام ليس دين العدالة.. والتسامح.. والسلام.. والحرية.. وكأن أمة الإسلام بثروتها العقدية.. والثقافية.. والعلمية.. ومكانتها تحت الشمس لم تعد قادرة على الطرح السليم.. وتصحيح التجاوزات والمفاهيم التي لا تتفق مع الكتاب والسنة وما أجمع عليه السلف الصالح!! نسي هؤلاء أو تناسوا قول الله عز وجل: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين, ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) آل عمران (139ـ140) آخر (صرعات) هذا الانفتاح. وواحد من ألوان السقوط والتخاذل طالعنا به (مفكر) و(قانوني) سوداني مقيم في (قطر) نقلت على لسانه صحيفة (الحدث) الكويتية1 1423/11/هـ ـ 2003/1/14م مطالبته بإلغاء القصاص داعيا (إيران).. و(السودان) الى الأخذ باقتراحه.. ومن ثم بقية الدول العربية والإسلامية متخذا من إلغاء تركيا عقوبة الاعدام الصادرة في حق الزعيم الكردي (عبدالله أوجلان) منطلقا لطرح هذا الاقتراح المتهافت لأن القرار يفتح ـ من وجهة نظره ـ (باب المصلحة بين الإسلام السياسي والعلمانية غير الملحدة)!! وان (استبدال عقوبة الإعدام في القصاص بالدية استنادا الى ولاية الأمة يفتح الباب لإلغاء عقوبة الإعدام في الجرائم ضد الدولة.. والخيانة العظمى والجرائم السياسية لان هذه الجرائم لا تحمل قداسة دينية)! @ يرى (المفكر) (ما دام العفو عن القاتل محببا في الإسلام، وثابت انه في حالة العفو عنه تثبت الدية في ذمته.. وولي الأمر هو الذي يقوم بتنفيذ القصاص بدلا من ولي الدم.. وان سلطة العفو عن القاتل عموما للملك او الأمير او رئيس الجمهورية او السلطان حسب الحال.. لذلك فان السلطة التشريعية يمكنها ان تصدر تشريعا بالعفو عن كل قاتل واستبدال العقوبة بالدية التي تقوم بدفعها الدولة عن طريق تأمين اجباري مثل التأمين على دية القاتل بالخطأ لحوادث السيارات) واقترح اعتماد التعزير على المرتد.. وليس الإعدام!! @ تجاهل هذا (المفكر).. و(القانوني) ان إلغاء الحكومة التركية لعقوبة إعدام اوجلان كانت بهدف الانضمام للاتحاد الأوروبي كخطوة من التزام كامل بتطبيق (حقوق الإنسان) حسب المعايير الغربية.. اما العلمانية فهي العلمانية أي فصل الدين عن الدولة ولم يسمع احد بـ(علمانية غير ملحدة) وان تركيا يريدها الاتحاد الأوروبي ان تتخلى عن انتمائها الإسلامي!! تجاهل الرجل ايضا القاعدة الشرعية التي تقول (لا اجتهاد مع نص) وان الأصل في تشريع القصاص قول الله سبحانه وتعالى: (ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) (البقرة 178) ووجوب القصاص في الأنفس والجروح بقول الحق تبارك وتعالى: (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون) المائدة (45) وعن الحكمة من القصاص يقول سبحانه وتعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) (البقرة 179). @ يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة): (وفي شرع القصاص لكم, وهو قتل القاتل, حكمة عظيمة وهي بقاء المهج وصونها لانه اذا علم القاتل انه يقتل انكف عن صنيعه فكان في ذلك حياة للنفوس.. وفي الكتب المتقدمة: القتل انفى للقتل فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح واوجز).. وقال ابو العالية ـ يضيف ابن كثير ـ (جعل الله القصاص حياة فكم من رجل يريد ان يقتل فتمنعه مخافة ان يُقتل.. وكذا روى عن مجاهد وسعيد بن جبير وأبي مالك والحسن وغيرهم) ويترتب على ما تقدم استتباب الأمن والاستقرار.. واحترام المسلم حق أخيه المسلم في الحياة.. ولا ينظر الإسلام الى هذه العقوبة ـ كما يقول د. علي عبدالواحد وافي ـ على انها انتقام من القاتل وقصاص للعدالة فحسب بل ينظر اليها كذلك على انها وسيلة للزجر وصيانة لحياة الأفراد.. وضمان لاستقرار العمران الإنساني.. ولا يفرق الإسلام في ذلك بين ان يكون القتيل رجلا أو إمرأة.. بالغا او صبيا.. عاقلا او مجنونا, عالما او جاهلا, شريفا او وضيعا.. مسلما او ذميا.. ومن هذا يظهر ان الإسلام يحترم الحياة الإنسانية على الإطلاق). @ ان للدماء وعصمة الأنفس والأرواح حرمتها في الإسلام بنصوص قاطعة من الكتاب والسنة لكي لا تصبح عرضة للاجتهادات المبنية على الأهواء.. والرغبات الشخصية.. والمفاهيم السطحية دون سند من علم او هدي او كتاب منير.. ومع ذلك جاء الترغيب ـ كتابا.. وسنة ـ في العفو عن القاتل عملا بقوله سبحانه وتعالى: (فمن عُفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) (البقرة 178). وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل مؤمنا متعمدا دفع الى أولياء المقتول فان شاؤوا قتلوا وان شاؤوا أخذوا الدية وان شاؤوا عفوا) الترمذي.. ومن هنا يتضح ان الشريعة الإسلامية لم تجعل انزال العقوبة بالجاني أمرا ملزما وجعلت من الصلح والعفو تحقيقا لما تقتضيه الروابط والصلات الإنسانية متوافقة في ذلك مع سماحة الإسلام وطبيعة النفس البشرية.