مع دخول فصل الشتاء واشتداد برودة الجو يحلو الجلوس امام المدفأة لاكتساب اكبر قدر ممكن من الدفء وامام المدفأة او (السريدان) يجلس الجميع حيث يحلو شرب الحليب الذي قد يكون سادة او مضافا له بعض النكهات كالنسكافيه (القهوة التركية) او الزنجبيل او الشاي كما يحلو شرب الزنجبيل الذي يفضله البعض طازجا والبعض الآخر يفضله مطحونا حيث يعمل على انعاش الجسد كما يعمل على امداده بالطاقة والدفء من خلال ما يتمتع به من خصائص ومن الجميل ايضا وجود طبق التمر الذي يتمتع بشعبية عالية لدى الجميع كما انه يساهم في امداد الجسم بالطاقة من خلال ما يمتلكه من سعرات حرارية.
نظرت والدتي الحنون الى النار (الضو) ونظرت الى التمر فقالت وهي تبتسم ابتسامتها المعهودة التي لا تفارق شفتيها والتي تبعث الامل في النفوس:(صاحب الضو عاش وصاحب التمرة مات) فاحببت ان اشبع فضولي في فهم هذه الكلمات التي اطلقتها امي وما مغزاها فقلت لها ما معنى هذه المقولة وهل لها قصة؟ فقالت: كان هناك رجلان قد خرجا في رحلة معا وكان احدهما يملك تمرا والآخر يملك حطبا وكان ذلك في فصل الشتاء وكانت البرودة شديدة فما كان منهما الى ان جلسا في مكان يستريحان فيه فقال صاحب الحطب ما رأيك يا اخي ان نتعاون مع بعضنا ونتشارك فيما لدينا فقال الآخر كيف ذلك؟ فقال أنا..آكل معك في تمراتك وانت تتدفأ معي عندما اشعل حطبي فقال: الذي يملك التمر اتريد ان تشاركني تمراتي وتتركني جائعا لا..لا.. لا اقبل فقال له: كما تريد انا لا اريد ان اجبرك على شيء لا تريده.. كان البرد قارسا فجلس صاحب التمرات وأكل تمراته، أما الآخر فانه اشعل الحطب وجلس حول (الضو) النار واخذ يتدفأ فمكثا على هذا الحال طوال الليل فاما صاحب التمرات فانه لم يطلع عليه النهار الا وكان قد مات حيث لم يتحمل برودة الجو ولم تنفعه تمراته في دفع شدة البرد واما صاحب (الضو) فانه تنعم بدفء حطباته وكان بقية التمر الذي كان عند صاحبه من نصيبه ففاز بالغنيمة كلها(لهذا قيل: (صاحب الضو عاش وصاحب التمرة مات)
@@ جوهرة الصقر