من دون ادنى شك يعد الجزم القطعي على الامور الانسانية والمسائل الاجتماعية والتي يغلب على طبيعتها التغير وعدم الاستقرار ضربا من الجهل وربما التهور في المعرفة.. واعرف سلفا ان من يطلق احكاما من النوع المتطرف اما سلبي او ايجابي اما ابيض او اسود في الكثير من الامور الحياتية والاجتماعية لدينا وان كان اشبه مايكون بالانتحار لاي عقلية تقول به في اي مجتمع صاح, لاعليه لاحسيب ولا رقيب.. بل المفجع احيانا تجد نفسك يامواطن في مجلس عام او جلسة خاصة وجملة من المفوهين أو الحكواتية ادلوا بدلائهم في مسائل اقتصادية مثلا عن طبيعة الاستهلاك للمحروقات او للمواد الغذائية للاسرة السعودية او عن نسبة من يسيح في الصيف من السعوديين ولربما امور عويصة يختلط فيها الطب بالشعبي ولا احد يسأل من الجمع الطيب عن طبيعة المعلومات وفيما اذا كانت هناك دراسات او مراكز ابحاث او دور متخصصة في موضوع المعلومة ولربما تبرع معظم الحاضرين لنقل تلك المعلومات لحلقات اخرى كالزوجة والاصدقاء وبعض المعارف ودون ان يكلف احد خاطره السؤال سواء عن الموضوع او المعلومة الواردة عنه والناقل لها بشيء من التمحيص البسيط الذي قد يحيلك لمرجع او مصدر تطمئن له.. اطلاقا, الناس هنا تعودت ان تشطب على موضوع التمحيص هذا والذي ينتهي بك الحال فيه الى (وكالة يقولون), او هالايام يحيلونك على (الانترنت) اولا فيها شيء من الوجاهة والطليعية وربما الهيبة التي تلجم الالسن عن ارهاقك بتساؤلاتهم واخيرا ستجد نفسك تبحر في محيطات هائلة من العناوين والتفريعات والوصلات التي ترهق اعصابك لينتهي ربما بك المطاف لمنتدى عربان تمارس معهم التنظير في كل شيء او لغرفة دردشة لمراهقين يشوتون فيك من صوب لصوب.. ياناس ياعالم يابشر والله مجتمعنا يخيل لي مجتمع شيبان متكومين عند حكواتي في قهوة كل ليلة يقرأ عليهم من اسفار الزير سالم وسيف بن زي يزن وعنترة واللي ينومهم عليه بمسيهم فيه في اليوم التالي وما احد يحكي الا اذا يبي ابريق شاهي او تعميرة..