تقف سوق الأسهم المحلية في تعاملاتها ابتداء من اسبوعها الجديد امام منعطف مهم وحاسم وسط ظروف قد تصعب من مهمتها في استعادة خسائرها التي لحقت بها عقب ظهور اولى ملامح الحرب المحتملة التي قد تشنها الولايات المتحدة الامريكية على العراق. وازداد موقف السوق المحلية صعوبة خلال الفترة الماضية عقب الحديث المتشدد للرئيس الامريكي جورج بوش الاربعاء الماضي وموقفه حول العراق وايضاحه الرؤيةالكاملة لنوايا الادارة الامريكية واعتزامها شن حرب على العراق بذريعة اسلحة الدمار الشامل التي قالت الولايات المتحدة الامريكية ان لديها ادلة استخباراتية على امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل التي لم يكشف عنها بعد و سيقدمها الى مجلس الأمن وزير الخارجية الامريكي في الخامس من فبراير الحالي. ومضت سوق المال المحلية شأنها شأن باقي اسواق المال، العالمية الى هبوط حاد كان البداية حسب رأي المراقبين من المرجح ان يعقبه توابع ما لم تسفر الجهود الدبلوماسية عن ايجاد مخرج بديل للحرب المحتملة . وضعفت قوى الشراء امام عمليات البيع التي شهدتها سوق الاسهم المحلية منذ بداية منتصف الاسبوع الماضي والذي تراجع بشكل حاد في تركيبته الجديدة بعد دخول شركة الاتصالات الى التداول التي حفلت التعاملات على اسهمها بقوة في الساعة الاولى التي كانت قد قفزت خلالها الى 249 ريالا عادت معه الى التراجع الى ادنى سعر عند 203.25 ريال لتقفل في نهاية الاسبوع عند سعر 208.25ريال وبتداول وصل الى 15.3 مليون سهم بقيمة 3.5 مليار ريال. ورفعت تعاملات سهم الاتصالات من اجمالي قيمة الأسهم المتداولة التي وصلت الى نحو 5.6 مليار ريال قيمة 38.4 مليون سهم نفذت في 39117 صفقة ,كما رفعت ايضا من قيمة المؤشر العام للاسعار الذي بلغ 2761.49 نقطة لاعلى مستوى مالبث معه ان عاد مع تراجع السوق الى 2643.97 نقطة في نهاية الأسبوع وبزيادة عن الاسبوع السابق بمقدار 28.6 نقطة. وخالفت ثلاث شركات مسار السوق المتراجع وهي الاتصالات التي اقفلت بزيادة 22.5 بالمائة عن سعر قيمة شراء السهم في الاكتتاب وسهم عسير المرتفع 15.1 بالمائة وصولا الى 64.5 ريال وبتداول نحو 4.9 مليون سهم بقيمة 299.5 مليون ريال ونادك المرتفع سهمها بنحو 4.08 بالمائة الى 51 ريالا . وتباينت خسائر مؤشرات قطاعات السوق التي شملها التراجع وقادها قطاع البنوك الذي سجل اكبر تراجع على مستوى القطاعات الاخرى وفقد 202.6 نقطة ويليه قطاع الصناعة 99 نقطة والاسمنت 65.2 نقطة والكهرباء 28.5 نقطة والزراعة 8.04 نقطة فيما سجل قطاع الاتصالات عند 1225 نقطة في نهاية اول اسبوع له. وعلى مستوى القيمة شمل التراجع أسهم الهولندي والاستثمار واسمنت الجنوبية والفرنسي والجبس التي فقدت اكبر قيم الهبوط على المستوى العام وخسرت على التوالي 18 ريالا و16.75 ريال و16 ريالا و14.50 ريال و 13.75 ريال . فيما سجلت اسهم كل من نماء والغذائية والخزف والباحة اعلى نسبة انخفاض وبنسبة جاءت على التوالي 8.8 بالمائة و8.64 بالمائة و 8.02 بالمائة و8 بالمائة. وتتجاذب السوق خلال هذه الفترة حالة من القلق والمخاوف لدى المستثمرين الذين فضل بعضهم الابتعاد عنه والاكتفاء بمراقبتة حتى وضوح الموقف من توجهاته المقبلة فيما فضل غالبية المتعاملين البقاء داخل السوق وضخه بطلبات شراء ذات قيم متدنية للاستفادة من تذبذب الاسعار خلال اليوم الواحد . ويرى متعاملون ان الاسعار من الممكن ان تكون مرشحة لقطع شوط مهم في رحلة التراجع الى الوراء تبعا لحدة الاجواء السياسية الدولية المتعلقة بالملف العراقي وازمة نزع الاسلحة وستتماسك الى حد كبير اذا ما ابتعدت عن أي عمليات بيع مكثفة قد تمنع من وصول مستويات الاسعار الى مرحلة القاع.
