معظم توقعات المراقبين السياسيين في العالم تشير بتصريح لا تلميح الى ان الضربة الامريكية العسكرية ضد العراق قادمة لا محالة، ولا يطفو على سطح الازمة العراقية حل يمكن الركون إليه لحلحلتها، وحتى رئيس فرق التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل التي قد تكون بحوزة العراق مازال يكيل المزيد من التقريع واللوم للسلطة العراقية لعدم تعاونها معه كما يجب ان يكون عليه التعاون وآخر عبارات التقريع واللوم ما اكده بليكس قبل تسلمه دعوة لزيارة بغداد خلال الشهر الجاري من انه لا يثق بالنظام العراقي الذي خسر ثقة العالم عام 1991، ورغم ان بوش اعلن اكثر من مرة انه سيدخل الحرب حتى وان لم تصدر موافقة اممية بهذا الشأن، وحتى ان لم تؤيده الدول الكبرى صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الامن، بل حتى ان تمت ازالة اسلحة الدمار الشامل التي قد يعثر عليها في العراق، وذلك امر يدل على ان اسباب الدخول في الحرب قد لا تنحصر في ازالة تلك الاسلحة تحديدا، رغم تلك الاشارات الصريحة الا ان بلير - حليف بوش التقليدي - اعلن مؤخرا ان الحصول على قرار دولي جديد مطلوب قبل تدخل عسكري في العراق فيما اكد الروس انهم سيحاولون تفادي استخدام حق النقض في مجلس الامن ان صدر قرار اممي بشن حرب ضد العراق، في وقت تدور فيه تكهنات بان رئيس فرق التفتيش قد يقدم تقريرا جديدا الى المجلس في منتصف الشهر الجاري فيما اعلنت باريس بلغة شبيهة بلغة الروس انها لن تنتقد في مجلس الامن ضربة امريكية منفردة ان اعلنت، وكلها خطوات لا تصب في روافد مصالح العراق، الا اذا حدثت معجزة قد تحول دون نشوب حرب محتملة، وبما ان عصر المعجزات قد انقضى، فلا مجال لتفادي الكارثة الا بتعاون بغداد مع مجلس الامن الى آخر حدود التعاون، فالمعلومات الاستخباراتية الامريكية المزمع تقديمها الى مجلس الامن خلال ايام قلائل ان كانت صحيحة فان العراق سيقع بين فكي كماشة، وستكون الحرب في هذه الحالة مبررة ليس من الجانب الامريكي فحسب، بل من عدة اطراف كانت تقف على نقيض التوجه الحثيث لقرع طبول الحرب.