@ تعتبر تجرية الاحتراف خارج النطاق المحلي من أهم وأبرز تجارب كرة القدم لما لها من إيجابيات متعددة وثمار واضحة وتساهم وبشكل كبير في نقلة متقدمة من حصد الإنجازات. فشل الفريق الأرجنتيني في المحافظة على اللقب عام 1982م ولكنه استطاع باحتراف أبرز لاعبيه من أمثال مارادونا وبورشاجا وفالجانو في الملاعب الإيطالية والإسبانية من إحراز كأس عام 1986 كذلك فعل الألمان نفس التجربة بهجرة أبرز النجوم إلى الملاعب الأوروبية فتم تعويض إخفاقات 1986/1982 بإحراز كأس العالم 1990م ولم تستطع الكرة البرازيلية العودة إلى المنافسة العالمية الا بعد احتراف عدة نجوم في مختلف الملاعب الأوروبية فمثلا احتراف روماريو وبيبتو في الملاعب الأسبانية جعلهما مساهمين وبقوة في إحراز كأس العالم 1994م واحترفت معظم عناصر الفريق الفرنسي التي شاركت في الفوز بكأس العالم 1998م لذلك لم يستطع أحد الصمود أمامهم وشهدنا أخيرا كيف لعبت العناصر البرازيلية المحترفة أوربيا من أمثال كارلوس في إسبانيا مع رفالدو ورونالدو وكافو في إيطاليا ورنالدينهو في فرنسا دور بارز في فوز البرازيل بخامس لقب عالمي وتألقت الكرة المغربية في كأس العالم 1986م حيث وصلت إلى دور الـ16 متصدرة ولم تخرج إلا بهدف قاتل من ماتيوس الألماني وكل ذلك بفضل العناصر المحترفة خارج المغرب في أسبانيا وفرنسا من أمثال الزاكي - التيمومي - كريمو - بودرباله. واحتراف اللاعب العربي أوروبيا نجح بامتياز والدليل أن الجزائري رابح ماجد استطاع قيادة بورتو البرتغالي إلى الفوز على بايرن ميونخ 2-1 في نهائي 1988م لبطولة الأندية الأوروبية أبطال الدوري حيث أحرز هدف الفوز بكعبه المشهور واحترف هاني رمزي في ألمانيا والزاكي في أسبانيا وحازم أمام في إيطاليا ونور الدين الينبت في إسبانيا وساهم في العام الماضي أحمد حسام اللاعب المصري في إحراز أجاكس الدوري الهولندي ومازال اللاعب يتألق هناك وغيرهم من اللاعبين العرب ومؤخرا بدأت الكرة اليابانية والكورية تهتم باحتراف اللاعبين في أوروبا واستطاعوا جراء ذلك التألق في كأس العالم الأخيرة. الكرة السعودية على الرغم من إنجازاتها خلال العقدين الماضيين إلا أن التجربة الاحترافية في الخارج لم تطبق على الرغم من تميز بعض العناصر وإمكانية أن تتألق في أي دوري أوروبي من أمثال محمد نور ونواف التمياط ومحمد الخوجلي.
الإنجازات السعودية ستحتاج إلى مواصلة ومحافظة على المجد السابق ولن يحدث ذلك دون أن يتطور أداء اللاعبين ويقوى أكثر مستواهم وينضج الفكر الكروي لديهم بالاحتكاك بالفرق الأوروبية وخوض هذة التجربة المهمة. فمتى سنسمح لهذه المواهب السعودية ان تحترف في الملاعب الأوروبية؟
ناجي حسين الزاهد ـ العوامية