عقد اتحاد الكتاب المصري لقاء مفتوحاً مع الدكتور جابر عصفور الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة الذي اكد اعتزازه بعمله استاذاً في الجامعة، وانه يرى ان كل منصب زائل الا الاستاذية التي تلازم صاحبها.
وعن حاضر النقد الادبي في العالم العربي اشار الى انه لا توجد في ثقافتنا العربية المعاصرة نظرية نقدية عربية، فكلنا يتعامل مع نظريات نقدية لم ننتجها، اذ لم نصل الى درجة التطور التي تسمح لنا بأن ننتج نظرية، لكن ما علينا ان نفعله هو ان نضيف، عن طريق الاسئلة التي نطرحها على المنهج والهموم التي نعانيها في الواقع، وان نحدد الاولويات لا على اسس استجابة حرفية لاي منهج، وانما من خلال ما تفرضه ظروفنا، والنماذج العربية التي اصبح لها صوت في العالم هي التي فهمت الاضافة بهذا المعنى اما من تعاملوا بالنقل والتلخيص فانهم لم يضيفوا جديداً ونسيهم الناس بمجرد ان تهاوى نفوذهم الرسمي، واذا تأملنا كتاباتهم النقدية وجدناها عالة على الكتابات الغربية بدلاً من مساءلة المناهج ومحاولة تمحيصها، ولو طبقنا معيار مساءلة المناهج النقدية على النقد العربي سنجد الناقد اندر من الكبريت الاحمر، لكن لحسن الحظ انه وسط الكثرة الرديئة هناك اصوات جيدة حققت هذا الذي نتحدث عنه، لدينا اسماء قليلة جداً، لكن الاغلبية الاعلى صوتاً لا تتحقق فيها هذه الصفة. واشار الى ان الثراء بالنسبة للحركة الفكرية لا يتحقق عندنا الا على مستوى الافراد، بينما في الخارج عندما تتحدث عن حركة فكرية تجد مجموعة من الاعلام المتآزرين، لا تستطيع ان تفرق بين واحد منهم وآخر، وهذا غير موجود عندنا، كما ان العلاقة بين النقد والفلسفة لدينا علاقة انفصال، رغم انه في العالم يعقب وجود فيلسوف كبير وجود ناقد كبير، وهذا ما حدث لدينا قديماً فعبد القاهر الجرجاني ظهر بعد ابن سينا وحازم القرطاجني ظهر بعد ابن رشد. وحول جوائز الدولة وما يثار حولها طالب عصفور بأن يتنحى كبار المسئولين عن التقدم لهذه الجوائز، وهذا أليق بهم، ومن الافضل ان ينتظروا حتى يتركوا مناصبهم، والخلل الذي يحدث في الجوائز سببه الجهات التي تقوم بالترشيح، حيث تميل الى المجاملة، ولن يبقى تشكيل المجلس الاعلى للثقافة كما هو عليه، فهناك مشروع قرار بأن تتغير تركيبة المجلس، بحيث تكون الاغلبية للمثقفين، وليس للموظفين، ومن حسن الحظ ان عدداً من الموظفين هم من المثقفين.